أخبار لايت: تعرف على الغرب الأوسط الجديد في السعودية

التوترات في المنطقة العربية وتأثيرها على الشرق الأوسط الجديد

تتجلى ارتباطات وثيقة بين الأحداث التي تشهدها الدول العربية، حيث يبدو أن الوضع في السودان ينعكس على ليبيا، وتتشابك الأحداث في هاتين الدولتين مع ما يحدث في غزة وفلسطين بشكل عام. إذا ما ثبتت هذه العلاقة، فإن ما يُعرف بالشرق الأوسط الجديد يُصنع من قبل نفس القوى الاستعمارية التي سبق أن أوجدت الحدود السائدة حالياً. إن نار الفوضى التي اتقدت في السنوات الأخيرة تهدف إلى تسريع ولادة هذا الشرق الأوسط الجديد وفق المخططات الغربية، بينما مضت نحو مئة عام على إرساء هذه التوجهات.

الاستعمار وتأثيره على المنطقة

تبقى منطقتنا عرضة للتدخلات الخارجية حتى بعد الاستقلال وحركات التحرر، في حين حققت مناطق أخرى تقدمًا كبيرًا بعد خروج الاستعمار. فما الذي يمنع دولنا من النهوض والتقدم كما فعلت دول أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية؟ لماذا لا تزال منطقتنا والقارة الأفريقية تعيشان في حالة من التراجع بالمقارنة مع غيرها، رغم غنى مواردهما وإمكاناتهما؟ تبرز تساؤلات عدة: هل الصراعات والنزاعات الحالية ما هي إلا تنفيذ لمخططات استعماريه مدروسة؟ وكيف استطاع المستعمرون فرض مخططاتهم حتى بعد رحيلهم الظاهر؟

إذا كان الوضع الحالي للساحة العربية قد تم تخطيطه منذ منتصف القرن الماضي مع بداية عملية إنهاء الاستعمار، فلماذا لم نتمكن من إعادة تشكيل المنطقة وفق مصالح أهلها الأصليين؟ لماذا بقيت العلاقات بين دول المنطقة ضعيفة وغير متطورة كما هو الحال في مناطق أخرى من العالم؟ بعد خروج الاستعمار، كان من المفترض أن تسعى الدول لبناء علاقات قائمة على التعاون والتفاهم، لكن يبدو أن الدولة الوطنية لم تتمكن من تجاوز الحواجز العرقية والمذهبية.

وفوق ذلك، إذا كان الاستعمار يعمل لمصالحه دون مراعاة لمصالح الشعوب، ما الذي جعل هذه المخططات تتجسد في منطقتنا، رغم توفر مشروع حضاري قوي يمكن أن يتفوق على المشاريع الغربية؟ هل الحروب المستمرة والنزاعات في غزة وليبيا والسودان مرتبطة بإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق الأجندة الغربية؟ وما هو مصير سكان المنطقة الأصليين في ظل تلك الخيارات الاستعمارية؟ هل سيظل العالم ينتظر نسخة جديدة من “الشرق الأوسط” المعدل كل مئة عام، أم أن الأمل يكمن في قوى جديدة تأتي من الشرق محملة برؤية مختلفة تخلو من الثقافة الاستعمارية؟