الاشتباكات تجدد في طرابلس بعد أسابيع من الهدوء

عودة الاشتباكات إلى العاصمة طرابلس

تجددت المواجهات بين الميليشيات المسلحة المتنافسة في العاصمة الليبية طرابلس اليوم الإثنين بعد أسابيع من إعلان الهدنة، وفقاً لتأكيدات من السكان المحليين الذين سمعوا أصوات الرصاص تعلو في مناطق مثل طريق الطبي وجزيرة الفرناج.

تزايد التوترات الأمنية في طرابلس

انتشرت المدرعات والمعدات العسكرية في شوارع العاصمة، وتم إغلاق بعض الطرقات بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الردع وقوات الأمن العام من وزارة الداخلية في مختلف أرجاء المدينة. جاء هذا بعد إعلان “الردع” عن استعادة مواقعها السابقة، بينما انسحبت قوات فض النزاع وحفظ الهدنة من مواقعها.

على منصات التواصل الاجتماعي، توالت المقاطع المصورة التي تظهر حريقاً في مقبرة سيدي منيدر، مما دعا المدنيين إلى مناشدة الجهات المختصة لسرعة إرسال سيارات الإطفاء للسيطرة على الحريق ومنع انتشاره. ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الاشتباكات إلى تصاعد واسع النطاق بين الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوحدة الوطنية وغيرها غير الموالية، في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة الناتجة عن مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار عبدالغني الككلي.

في إطار محاولة معالجة الوضع، أعلن رئيسا حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي محمد المنفي عن اتفاق لإخلاء العاصمة من مظاهر المسلحين، استجابةً لدعوات شعبية تدعو لإنهاء وجودهم في الشوارع والميادين. وقد شهدت طرابلس في الفترة بين 12 و15 مايو الماضي اشتباكات عنيفة فيما بين جماعات مسلحة وقوات تابعة للحكومة بعد قرار الحكومة بفك السيطرة عن جميع الميليشيات التي تسيطر على المدينة.

أسفرت تلك المعارك عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل حسب التقارير الواردة من الأمم المتحدة، ما دفع نحو استئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار برعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا. وعلى صعيد الاحتجاجات الشعبية، تجمع المئات في العاصمة للأسبوع الثالث على التوالي للمطالبة برحيل رئيس حكومة الوحدة الوطنية.

منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، تعيش ليبيا تقلبات وصراعات، وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان؛ الأولى في طرابلس وترأسها الدبيبة، والثانية في بنغازي تحت قيادة أسامة حماد. كانت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مقررة في ديسمبر 2021 لكن تم تأجيلها لأجل غير مسمى بسبب الخلافات بين الأطراف المختلفة.