المقاومة الفلسطينية في غزة تواصل تقديم تضحياتها
تستمر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في تنفيذها لعمليات عسكرية معقدة، متسببة في إصابات خطيرة في صفوف قوات الاحتلال. وقد شهدت بلدة خان يونس اليوم مقتل أربعة جنود إسرائيليين، مما يعكس مدى التأثير الذي تحققه العمليات العسكرية على الأمن الإسرائيلي.
الانتصارات المتكررة للمقاومة الفلسطينية
أقر الجيش الإسرائيلي بخسائر جديدة تمثلت في مقتل أربعة جنود إضافة إلى إصابة خمسة آخرين، بينهم ضباط. جاء ذلك نتيجة تنفيذ المقاومة الفلسطينية لكمين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، في وقت وصف فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحداث بأنها “يوم صعب جداً”، مشيراً إلى أن الحادثة وقعت أثناء الجهود المبذولة لإعادة الأسرى.
إن الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة مثيرة للقلق، حيث أعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن العدد الكلي للجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في غزة خلال الأسبوع المنصرم بلغ ثمانية، مما يدل على استمرارية الهجمات من قبل المقاومة.
من جهته، وجه الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، التحية لعمليات المقاومة، مؤكداً أن العدو عليه أن يقر بوقف حرب الإبادة أو يتوقع استقبال المزيد من الجنود القتلى.
وفي تحليل الوضع العسكري، أكد الدكتور إياد القرا أن التطورات في خان يونس تثبت أن المقاومة لا تزال تمتلك القدرة على الاستنزاف، مشيداً بالقدرة القيادية للمقاومة رغم فقدان بعض القادة. وقد تم الحفاظ على مستوى التنظيم واتخاذ القرار خلال هذه الفترة الصعبة.
على جانب آخر، يرى العميد إلياس حنا أن المقاومة اليوم تخوض معركة ضد جيش الاحتلال بأسلوب مغاير، مستفيدة من توزيع القوات الصغيرة وعدم الانحصار في وحدة مركزية واحدة. وتواجه القيادة العسكرية الإسرائيلية حالة من الارتباك، خاصة في سياق عدم وضوح الأهداف والخطط المتعلقة بالحرب على غزة.
من جهته، أعرب الجنرال يسرائيل زيف عن قلقه من افتقار العمليات العسكرية في غزة للأهداف المحددة، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يخلق إحساساً بالخطر. أيضاً، نقلت صحيفة “معاريف” عن قائد باللواء السابع في الجيش الإسرائيلي تأكيده على عدم استعداد الجيش لخوض حرب طويلة الأمد، وأن عدم التحضير قد يؤدي لأزمات أكبر.
في النطاق السياسي، أشار الدكتور مهند مصطفى إلى وجود تيار داخلي معارض لسياسة الحرب الحالية، رغم ان الحكومة لا تأخذ بعين الاعتبار آراء الجمهور. تشير التقديرات إلى أن تأثير الجيش على الحكومة يعزز من موقفها، وسط الانقسام والاختلاف حول استمرارية العمليات العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد دعت المعارضة الإسرائيلية -بينها حزب “هناك مستقبل” و”إسرائيل بيتنا”- في وقت سابق إلى طرح مشاريع قوانين لحل الكنيست، مما يهدد استقرار حكومة نتنياهو. ولا تزال جذور الأزمة تكمن في القضايا الأساسية مثل قانون التجنيد الذي يطالب بإعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية، والذي يُعتبر مطلباً حيوياً بالنسبة لتلك الأحزاب.
تعليقات