وأضاف لوكيير، أنه “من خلال هذا النهج الخطير وغير المسؤول، لا يتم توزيع المساعدات الغذائية حيث تشتد الحاجة إليها، بل فقط في المناطق التي تختارها القوات الإسرائيلية لتجميع المدنيين. وهذا يعني أن أكثر الأشخاص ضعفاً، خصوصاً كبار السن وذوي الإعاقة، لا يملكون أي فرصة تقريباً للحصول على الغذاء الذي يحتاجونه بشدة”. وأوضح أن الادعاء بأن هذه الآلية، التي يراها غير أخلاقية ومعيبة، ضرورية لمنع تحويل مسار المساعدات هو ادعاء زائف، مشيراً إلى أنهم تعاملوا منذ بداية الحرب مع المرضى مباشرةً. وقال: “تبدو هذه المبادرة كأنها مناورة ساخرة تهدف إلى التظاهر باحترام القانون الإنساني الدولي، لكنها في واقع الأمر تستخدم المساعدات كأداة لتهجير السكان قسراً، كجزء من استراتيجية أوسع تُشبه محاولات تطهير قطاع غزة عرقياً، وتبرير استمرار حرب بلا حدود”.
في السياق نفسه، أوضح الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود أن النظام الإنساني يخنق بالقيود المفروضة عليه، حيث تسمح السلطات الإسرائيلية لشاحنات المساعدات بالدخول إلى غزة على دفعات صغيرة، ثم تمنعها فور عبورها الحدود، مما يحول دون وصول المساعدات الحيوية إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
أطباء بلا حدود: خطة منظمة غزة الإنسانية محاولة لتطهير قطاع غزة عرقياً
في ضوء تعليقات لوكيير، ستستمر منظمات الإغاثة في تكثيف الجهود لتقديم المساعدات للأهالي المتضررين من الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة. لكن الوضع يستمر في التعقيد بفعل القيود المفروضة من السلطات الإسرائيلية، بالإضافة إلى التحديات اللوجستية التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية. كما أن هناك حاجة ملحة لتوفير بيئة آمنة ومستدامة لتوزيع المساعدات دون انقطاع، حتى يتمكن جميع الناس، خاصة الأكثر ضعفاً، من الحصول على الاحتياجات الأساسية.
إدانة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتطلب اهتماماً دولياً عاجلاً وتدخلات فعّالة من المجتمع الدولي لضمان وصول المساعدات للمحتاجين، بعيداً عن التدخلات السياسية وغيرها من القيود التي قد تعرقل جهود الإغاثة. على الجميع أن يتحمل مسؤولياتهم في تحقيق العدالة والمساهمة في تقديم العون والمساعدة للاجئين والمشردين في هذه الأوقات العصيبة.
تعليقات