تقترب المملكة العربية السعودية من إبرام صفقة تاريخية لتعزيز قدراتها الدفاعية، حيث تجري مفاوضات متقدمة مع شركة جنرال أتوميكس لشراء حوالي 200 طائرة مسيّرة من طراز MQ-9. هذه الخطوة تعكس التزام الرياض بتطوير أدواتها العسكرية لمواجهة التحديات الإقليمية، مع التركيز على تحسين القدرات الاستطلاعية والهجومية في ساحات المعارك الحديثة.
صفقة الرياض لشراء طائرات MQ-9
تُعَد هذه الصفقة جزءًا من اتفاقيات دفاعية واسعة النطاق، حيث تشمل حزمة شاملة من التعاونات العسكرية التي تعزز الشراكة بين السعودية والولايات المتحدة. التقارير تشير إلى أن المفاوضات تركز على نموذج MQ-9B SkyGuardian، الذي يمثل تطورًا كبيرًا في تكنولوجيا الطائرات دون طيار. هذا الطراز يتيح قدرات متميزة في التحليق لساعات طويلة دون توقف، مما يدعم عمليات المراقبة الدقيقة والضربات المباشرة. من المتوقع أن يمنح هذا الاكتساب للسعودية ميزة استراتيجية في المنطقة، خاصة مع التركيز على الرد السريع والدقيق أمام التهديدات المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، يأتي ذلك في سياق اتفاقيات أكبر بلغت قيمتها مئات المليارات، مما يعزز التعاون التكنولوجي والأمني على المدى الطويل.
قدرات طائرات الاستطلاع والضرب المتقدمة
تبرز الطائرة MQ-9B SkyGuardian كمنصة عسكرية متعددة المهام، حيث تجمع بين القدرات الاستخباراتية والقوة الهجومية في جسم واحد مُصمم للعمليات المعقدة. هذه الطائرة قادرة على التحليق لأكثر من 40 ساعة متواصلة، مما يسمح بمراقبة مناطق واسعة بدقة عالية دون الحاجة إلى إعادة تزويد أو هبوط متكرر. تعمل على ارتفاعات تصل إلى 40 ألف قدم، مما يوفر رؤية شاملة للأهداف من خلال أنظمة الاستشعار المتقدمة مثل الرصد الكهروضوئي والراداري. في الجوانب الهجومية، تحمل الطائرة مجموعة متنوعة من الأسلحة الدقيقة، بما في ذلك صواريخ AGM-114 Hellfire الموجهة بالليزر لضرب الأهداف المدرعة، وقنابل GBU-12 Paveway II وGBU-38 JDAM التي تعتمد على التوجيه بالأقمار الصناعية للدقة في الهجمات. كما أنها تتفوق في حمل ما يصل إلى اثنين طن من الذخائر، مع إمكانية تخصيص الحمولة حسب طبيعة المهمة، سواء كانت استطلاعية أو هجومية أو داعمة للعمليات الأرضية.
بالإضافة إلى الجوانب القتالية، تعتمد MQ-9B على تقنيات اتصالات متطورة تسمح بالعمل بشكل مستقل أو ضمن شبكة عملياتية متكاملة، مما يعزز فعاليتها في سيناريوهات متعددة. هذه الخاصية تجعلها مثالية للمهام الاستخباراتية، حيث يمكنها جمع البيانات، تحليلها، ثم تنفيذ الضربات في دورة واحدة كاملة. كما أن تصميمها يتوافق مع المعايير الدولية للطيران، مما يمنحها مرونة في التشغيل داخل الأجواء غير العسكرية، ويساعد في دمجها مع قوات أخرى في عمليات مشتركة. هذه القدرات تجعل من MQ-9B خيارًا استراتيجيًا للقوات المسلحة السعودية، خاصة في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة. مع هذا الاكتساب، ستتمكن الرياض من تعزيز دورها في الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة، من خلال تحقيق توازن أفضل بين الدفاع الشامل والرد السريع على الأحداث غير المتوقعة. يُعَد هذا التطوير خطوة نحو تحديث الجيش السعودي، حيث يركز على الابتكار التكنولوجي لمواكبة التغييرات العالمية في مجال الدفاع. بشكل عام، يمثل شراء هذه الطائرات خطوة حاسمة نحو بناء قوة عسكرية أكثر كفاءة وفعالية.
تعليقات