ميناء نيوم السعودي يحدد مستقبل تنافسية ميناء العقبة: ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة

التأثيرات المتوقعة لإنشاء ميناء نيوم السعودي على ميناء العقبة

حذر الخبير الاقتصادي منير دية من مضاعفات إنشاء ميناء نيوم السعودي بالقرب من ميناء العقبة الأردني. وأوضح أن بدء تشغيله كميناء رئيسي في المنطقة سيجعله منافساً مباشراً لميناء العقبة، حيث يعد ممراً تجارياً إقليمياً متنوع الوسائط يربط بين العراق والسعودية ومصر. كما سيتحول مستقبلاً إلى حلقة وصل بين أوروبا وتركيا والعراق والسعودية عبر ميناء نيوم وميناء سفاجا المصري، ومن ثم إلى الموانئ الأوروبية في البحر المتوسط.

البديل الاستراتيجي: ميناء نيوم

أشار دية إلى أن التطور السريع لميناء نيوم سيتيح له تقليل التكاليف وزيادة كفاءة التشغيل، مما يوفر حلولاً لوجستية متقدمة. من المتوقع أن تؤدي هذه العوامل إلى خفض تكلفة ومدة النقل بأكثر من 50% بالمقارنة بالمسارات التقليدية عبر قناة السويس وباب المندب والخليج العربي ومضيق هرمز، خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية والتهديدات الأمنية الحالية في المنطقة.

وأضاف دية أن السعودية تستفيد من موقعها الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربطها بدول الخليج والعراق والأردن، إلى جانب امتلاكها لشبكة طرق وسكك حديد وموانئ متطورة. كما أن انخفاض تكاليف النقل نتيجة لتوافر النفط والطاقة الرخيصة يجعل من ميناء نيوم منافساً قوياً لبقية موانئ البحر الأحمر، وخصوصاً ميناء العقبة.

وفي سياق متصل، أكد دية أن السوق العراقي، الذي اعتمد في السابق على ميناء العقبة، يواجه تهديداً من احتمال تحويله نحو ميناء نيوم بسبب قرب الأخير من الحدود العراقية (معبر عرعر) وانخفاض التكاليف وسرعة الإجراءات مقارنة بميناء العقبة. هذا التحول قد يسفر عن فقدان الأردن لإيرادات كبيرة من أنشطة النقل البري والبحري والمناولة والتخليص.

ودعا دية صناع القرار الأردنيين إلى اتخاذ خطوات سريعة من أجل ضمان بقاء ميناء العقبة كمنافس إقليمي، مثل خفض الرسوم والكلف على البواخر والحاويات، تسريع الإجراءات الجمركية وتقليل مدد مكوث البضائع في الميناء، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية. وأكد أنه من الضروري أيضاً منح حوافز للتجار وخاصة في السوق العراقي وتنويع الأسواق بدلاً من الاعتماد على العراق فقط.

وعلى الرغم من أن ميناء العقبة حقق نتائج جيدة في العام الماضي من حيث عدد الحاويات والمناولة، إلا أنه مع قرب تشغيل ميناء نيوم بشكل فعلي، يجب إعادة تقييم السياسات الحالية وإيجاد حلول جذرية وسريعة لمواجهة التحديات المحتملة، للحفاظ على مكانة العقبة كميناء رئيسي في المنطقة.