مصر والسعودية: مفتاح استقرار المنطقة وزيارة قيادتيهما تعزز الأمن الإقليمي

الأهمية الاستراتيجية لمصر والسعودية في المنطقة

أكد اللواء الدكتور محمد صالح الحربي، المحلل السياسي والاستراتيجي السعودي، على أن الأحداث الجارية في المنطقة تتسم بالسرعة والخطورة. وأشار إلى أن كلا من مصر والمملكة العربية السعودية تمثلان دعامة أساسية للأمان في المنطقة. في اتصال هاتفي ضمن برنامج “الحياة اليوم” مع الإعلامية لبنى عسل عبر قناة الحياة، وصف الحربي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة ولقائه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأنها “تاريخية”، واعتبرها استمرارًا للزيارات الثنائية، موضحًا أن مصر والسعودية تشكلان ركيزتين أساسيتين لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف الحربي أن اللحظة الحالية تتطلب تكثيف التنسيق على مستوى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك فيما يتعلق بموقف الحل القائم على الدولتين على حدود 1967. وتطرق إلى الاجتماع المزمع في أكتوبر المقبل على مستوى رؤساء الأمم المتحدة، مؤكدًا على أن الأهداف والمصير مشترك بين الجانبين، حيث يمثلان جناحين يحلقان بالأمة العربية والإسلامية نحو مزيد من التطور والاستقرار والنمو.

التحديات الإقليمية وتأثيرها على السلام

فيما يخص القضايا الإقليمية، أشار الحربي إلى أن الصراع في غزة، الذي تواصل منذ 7 أكتوبر 2023، هو الملف الأبرز حاليًا. وأوضح أن المملكة العربية السعودية تتبنى مواقف مهمة تتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ورفض تهجير السكان. كما نوه إلى مقاومة الطروحات الإسرائيلية حول مفهوم “إسرائيل الكبرى”. ولفت إلى الانقسام الأيديولوجي والسياسي داخل إسرائيل، مبينًا أن الوضع الحالي يجعل “إسرائيل تتجه نحو حافة الهاوية”. وشدد على أن الولايات المتحدة، وتحديدًا الرئيس الأمريكي ترامب، هي الجهة الوحيدة القادرة على إنهاء هذا الصراع.

وعن التنسيق العربي، قال الحربي: “قمنا بتشكيل كتلة سياسية موحدة منذ الاجتماع الاستثنائي في الرياض للقمتين العربية والإسلامية، والتي نتج عنها تشكيل مجلس من عشر دول منها السعودية ومصر”. وأكد أنه لا يوجد لدينا ترف الوقت، ويجب أن نتحرك ككتلة واحدة، خصوصًا أنه تم الاعتراف بحل الدولتين من قِبل أكثر من 150 دولة.

فيما يتعلق بمحاولات زرع الفتنة بين الشعوب، قال اللواء الحربي: “الشؤون السياسية يدركها السياسيون، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي أو الانتهازيون يحاولون تقويض هذه العلاقات”. وأكد أن العلاقة بين مصر والسعودية هي علاقة استراتيجية قائمة على الأخوة، حيث يعمل في المملكة نحو 2 مليون مصري، ويعيش في مصر مليون سعودي، مما يجعل من الصعب زعزعة هذه الروابط. وأشار إلى أن العلاقات المصرية السعودية ستظل قائمة ومستدامة على الرغم من محاولات البعض العبث بها.