الضغوط السعودية على الحكومة اللبنانية والجيش
تشير التقديرات إلى أن لبنان قد يواجه موجة جديدة من الضغوط من قبل السعودية على الحكومة، بهدف دفعها للضغط على الجيش اللبناني لتنفيذ المتطلبات المحددة. ولكن من الواضح أن الرياض ليست مرتاحة تماماً، حيث لاحظت أن قرارات حكومة سلام المتعلقة بسلاح المقاومة لم تؤدِ إلى التداعيات السياسية والاجتماعية التي كانت تأملها لبناء مواقف وتحركات وسياسات موجهة لتسخين الوضع الداخلي وتعزيز الضغوط على حزب الله وبيئته. ويتردد أن المقربين من الرياض يعتبرون أن هناك فرصة للبنان للتخلص من حزب الله، حيث يعيد الموفد السعودي يزيد بن فرحان تكرار التأكيد على أن على الجيش اتخاذ ما يلزم دون الخوف من تهديدات حزب الله، معتبرًا أن إنقاذ لبنان قد يحتاج إلى عملية جراحية.
الضغط العربي على حزب الله
تتجه ضغوط السعودية نحو خلق انقسام في الموقف بين الطرفين في الثنائي الشيعي، حيث يتولى ابن فرحان وفريقه مهمة مستعجلة لتعزيز وتكثيف المواقف في محاولة لإعادة الزخم الإعلامي ضد حزب الله من خلال بوابة سلاحه. في هذا السياق، تأتي سلسلة المقابلات التي تجريها قناة “العربية” مع شخصيات لبنانية، حيث تم توجيه انتقادات حادة لحزب الله وسلاحه، ورسموا خريطة طريق للمواجهة الداخلية المتوقعة مع الحزب في المرحلة المقبلة. هذه المتطلبات تأتي في إطار تصعيد سعودي يتجاوز في حدته أهداف الولايات المتحدة أو حتى إسرائيل.
ولفتت مصادر متابعة إلى أن تدخل ابن فرحان جاء بعد استنتاجه من نقطتين: الأولى هي تشتت جهود الفريق اللبناني بسبب عدم التوافق الأمريكي السعودي حول مستوى التصعيد المثالي في هذه المرحلة، أما الثانية فهي عدم توافق الأفكار التصعيدية المقترحة من الفريق اللبناني مع توجّه الفريق السعودي المسؤول عن الملف اللبناني. وبحسب ابن فرحان، لا يزال الفريق اللبناني عالقًا في أسلوب وممارسات حقبة 14 آذار 2004.
بدورها، ومع الحديث عن قرب مغادرة السفير السعودي وليد البخاري بيروت للالتحاق بمقر عمله الجديد في إحدى الدول الأوروبية، واستبداله بالقنصل عبدالله المطوع، تشير الأوساط الدبلوماسية العربية إلى ضرورة عدم قراءة الانفتاح الإعلامي السعودي على المسؤولين اللبنانيين بصورة خاطئة، خاصة في ظل الأجواء التي تسعى بعض المكاتب لتسويقها. كما تؤكد المصادر أن أي خطوات عملية من السعودية، مثل رفع الحظر عن سفر السعوديين أو توقيع اتفاقيات مع لبنان، لم يحن وقتها بعد.
وترى المصادر أن هناك توافقاً أمريكياً سعودياً كبيراً وتنسيقًا على أعلى مستوى بشأن النظر إلى لبنان، وخاصة فيما يتعلق بحزب الله. وتوضح أن الرياض تهدف إلى العودة إلى روحية “اتفاق الطائف”، الذي ينص على سحب السلاح واحتكار الدولة اللبنانية للقرار السيادي. وبالتالي، فإن هناك دفعًا سعوديًا لتنفيذ هذه الالتزامات، بينما قد تشهد الأسابيع المقبلة زيارة لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، في وقت تجرى فيه التحضيرات لزيارة سريعة للموفد السعودي الأمير يزيد مطلع سبتمبر إلى بيروت.
تعليقات