مصر وقطر تقتربان من تقديم مقترح جديد لاتفاق رغم مواقف نتنياهو الثابتة

التفاوض بين حماس وإسرائيل: دور مصر وقطر

كشف تقرير صحفي عن استعداد مصر وقطر لتقديم إطار جديد للمفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل، في ظل التوقعات بمرونة الحركة. ورغم عدم تلقي ردود فورية من الجهات المعنية في القاهرة والدوحة، تؤكد مصادر إسرائيلية أن قلق المسؤولين السياسيين في إسرائيل ينمو حيال إمكانية تقديم مقترحات من الدولتين الوسيطتين، تتضمن صفقة تبادل جزئية رغم تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة.

التسوية والوساطة

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود نحو 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينما يُحتجز في سجون إسرائيل أكثر من 10,800 فلسطيني، يعانون من ظروف قاسية تشمل التعذيب والإهمال الطبي، مما أدى إلى وفاة العديد منهم حسب تقارير حقوقية. في هذا السياق، أكد نتنياهو في تصريحاته أنه لن يوافق على أي اتفاق إلا بشروط تل أبيب، والتي تتضمن إطلاق سراح الأسرى دفعة واحدة، مما ينذر بقطع الطريق نحو أي تسوية في المستقبل. تتضمن الشروط الإسرائيلية نزع سلاح حركة حماس، وهو ما يُعد شرطًا صعبًا حسب المراقبين.

وقالت صحيفة “هارتس” إنه قد يتم تقديم مقترحات من الدول الوسيطة تعتمد على تفاهمات سابقة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والتي تهدف إلى استئناف الحوار بين الطرفين بعد فشل المفاوضات السابقة. وفي هذا الإطار أيضاً، أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” بأن الولايات المتحدة تعمل على طرح مسودة جديدة تهدف إلى الوصول إلى حل دائم في قطاع غزة. وتشمل هذه المسودة خطة تنفيذية تبدأ بوقف لإطلاق النار تنتهي بحكم دولي للقطاع.

في ظل نشاطات دبلوماسية نشطة عُقدت مؤخرًا، يسعى وزير الخارجية المصري للتأكيد على جهود بلاده بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة لإحياء المفاوضات، مع التأكيد على العودة إلى المقترح السابق الذي يشمل التوصل إلى هدنة لمدة 60 يوماً، مع الإفراج عن بعض الأسرى الإسرائيلين والفلسطينيين، وضمان إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة بدون شروط. قد تتضمن هذه المقترحات، بحسب المعلومات المسرّبة، خطوات تدريجية تشمل الإفراج عن عدد محدد من الأسرى في مراحل مختلفة.

رغم تلك التحركات، تظل الشكوك قائمة لدى الكثيرين حول النوايا الحقيقية لطرفي النزاع، حيث ترى المعارضة الإسرائيلية وبعض عائلات الأسرى أن الحكومة قد تكون راغبة في صفقات جزئية تحفظ استمرارية الصراع، مما يزيد من تعقيد أي جهود لإحلال السلام الفعلي. تشير الأجواء إلى أن الوضع السياسي الداخلي الإسرائيلي يؤثر أيضًا على مساعي التفاوض، مما يزيد من تعقيدات هذا الملف الحساس.