نتنياهو: عقبة أمام السلام
يبدو جليًا أن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يعد شخصية يصعب التعايش معها. فالأمر لا يقتصر على العرب فحسب، بل يتعداه إلى العالم بأسره. الرجل السبعيني، المتورط في قضايا الفساد والاختلاس، يعتقد أن بإمكانه إعادة تشكيل جغرافيا المنطقة وتاريخها، محاولًا تحويل الشرق الأوسط إلى ما يطلق عليه “إسرائيل الكبرى”، مستغلًا الأراضي ومخالفًا للقوانين الدولية. ويتجلى ذلك من خلال صموده أمام التحديات الإنسانية وقيام حكومته بعمليات إبادة في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، في مشهد من الفظائع يفوق بكثير تجارب الماضي القاسي مثل الهولوكوست.
أزمة إنسانية متفاقمة
تستمر آلة الحرب الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو ووزرائه المتطرفين، في استهداف الأطفال والنساء، ليس فقط من خلال القصف بالطائرات الأمريكية، بل أيضًا من خلال سياسات التجويع والتضييق على المساعدات الإنسانية. حيث يُقتل المدنيون في المستشفيات، ويُقصف الصحفيون، وتُعقد الصفقات مع دول فقيرة لتوطين سكان غزة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. وبالفعل، يستفيد نتنياهو من دعم الجماعات الإنجيلية المتطرفة في الولايات المتحدة، وعلى رأسها مايك هكابي، بالإضافة إلى مستشارين أمريكيين يقدمون التغطية اللازمة لتجاوز ما ترتكبه قواته من جرائم.
لا يمكن إنكار أن الهجوم الذي شنه حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 كان غير مبرر، ولكن استخدامه كذريعة لإبادة الشعب الفلسطيني وسلب حقوقه يعتبر عملًا يجافي المنطق. فهذه التصرفات تؤدي إلى تطور أحقاد تاريخية بين العرب واليهود، مما قد يسفر عن نزاعات تستمر لمئات السنين وتزهق أرواح المزيد من الأبرياء.
بالرغم من الأوجاع والمعاناة التي يسببها الاحتلال والعدوان، ستستمر الأجيال القادمة من العرب في التمسك بحقها في الأرض والعدالة، مما يُعد بيئة غير مناسبة لتحقيق السلام المنشود. إن الصراع المتواصل يأتي على حساب الأرواح والأجيال، ويرسخ مفاهيم العداء ويعزز التوترات، وهو ما ينبغي على المجتمع الدولي أن يتكاتف من أجل مواجهته.
تعليقات