تراجع الأسهم السعودية وتأثير البيانات الاقتصادية
تراجعت مؤشرات الأسهم في السعودية خلال الأسبوع المنصرم، حيث شهد السوق انخفاضًا هو الأعلى في شهر بعد إعلان النتائج المالية للشركات عن الربع الثاني. وانخفض مؤشر “تاسي” ليغلق عند 10834 نقطة، محققًا تراجعًا بنسبة 0.9%. ومع هذه التطورات، أعلنت الولايات المتحدة عن بيانات جديدة تزيد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبل أسعار الفائدة، مما أسهم في تعميق خسائر المؤشر العام للسوق السعودية، ليصل مجموع الخسائر السنوية إلى 8.6%. بينما سجل مؤشر “إم إس سي آي” لأسواق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا الناشئة ارتفاعًا قدره 19% في نفس الفترة. حاليًا، يتداول “تاسي” أقل بنحو 14% عن أعلى مستوياته المسجلة في يناير، ومع ذلك، فوق أدنى مستوى له في نفس الفترة بـ4%.
حالة السوق المالية
رغم التراجع، أبدت السوق تماسكا عند مستوى 10800 نقطة في الأسابيع الأخيرة، حيث شهدت نشاطًا ملحوظًا في السيولة الشرائية تعوض عن بين 80 و200 نقطة من الخسائر الأسبوعية. هذا يشير إلى تحركات انتقائية من قبل المستثمرين لاقتناص الفرص خلال انخفاض الأسعار. بعد مزيد من التداولات، صدرت بيانات أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، والتي تعتبر مقياسًا مبكرًا للتضخم، مسجلة زيادة شهرية هي الأعلى منذ 3 سنوات عند 0.9%. هذه الزيادة تعيد إلى الأذهان القلق حول آثار الرسوم الجمركية على التضخم، مما قد يؤجل خفض أسعار الفائدة.
قبل صدور هذه البيانات، كانت التوقعات محسومة بنسبة 100% لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر حسب أداة “فيد واتش”، إلا أن البيانات الأخيرة غيرت من تلك التوقعات. وهذا الأسبوع، تتطلع السوق لصدور بيانات اقتصادية أمريكية إضافية، بالإضافة إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول، والذي قد يعيد تشكيل توقعات الفائدة. تعد هذه العوامل تحديًا لمؤشر “تاسي”، الذي يواجه صعوبة في الدخول في دورة صعودية في ظل ارتفاع أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإنه يتداول عند مكرر ربحية يبلغ 16.3 مرة و13.9 مرة للأرباح المتوقعة وفقًا لبيانات “بلومبرغ”، ويحقق عائد توزيعات نقدية نسبته 4.4%، مما يعزز من قدرة السوق على التماسك عند المستويات السعرية الحالية، خاصةً بعد انخفاض “تاسي” بحوالي 10% منذ بداية العام.
تعليقات