خلافة صدام حفتر لوالده خليفة حفتر
أثار قرار قائد “الجيش الوطني الليبي” المشير خليفة حفتر بتعيين نجله صدام نائباً له العديد من الأسئلة والتساؤلات حول الدوافع وراء ذلك، في وقت تتزايد التكهنات حول إمكانية أن يكون صدام، البالغ من العمر 34 عامًا، مرشحًا لخلافة والده. ووفقًا لبيان من “الجيش الوطني”، فقد تم تكليف الفريق أول صدام خليفة حفتر نائباً للقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، ولكن without تحديد للأسباب وراء هذا القرار. وعلى الرغم من عدم رد مكتب صدام على هذا التطور في الحال، فقد أشار ضابط قريب من القيادة العامة إلى أن تعيينه يعكس جهود والده في تحديث الجيش وتعزيز دوره في المشهد السياسي الليبي.
وريث المشير حفتر
خلال الأشهر الماضية، شهدت مسيرة صدام حفتر العسكرية تطورات ملحوظة، حيث تم تعيينه رئيساً لأركان القوات البرية، وقام بزيارات دبلوماسية إلى دول مثل بيلاروس. وقد بدأ صدام حياته العسكرية بقيادة “لواء طارق بن زياد” في عام 2016، وتم ترقيته تدريجياً إلى عدة رتب عسكرية، حيث حصل على رتبة عميد في مايو 2023، وصدرت له قبل أشهر ترقية إلى رتبة فريق بعد تعيينه قائداً للقوات البرية. ويذهب البعض للإشارة إلى أن أبناء حفتر يشغلون أدواراً متقدمة في مؤسسات الجيش، حيث يدير خالد حفتر الأركان الأمنية في الشرق، بينما يدير بلقاسم حفتر “صندوق إعادة الإعمار والتنمية” لمدينة درنة. وقد اعتبر الباحث السياسي عبدالله الكبير أن هذا القرار يمهد الطريق لخلافة صدام، خاصة في ظل تقدم سن والده ووجود دعوات خارجية لترتيب الأمور من أجل تفادي صراعات محتملة بين الإخوة.
ثمة انقسام بين المراقبين، فبينما تؤيد بعض الأوساط السياسية القرار بوصفه خطوة شجاعة تعكس التزام حفتر بعملية تطوير الجيش، تعبر أخرى عن قلقها من أن تولي صدام للإدارة قد يثير الصراعات مع المجلس الرئاسي، الذي يعتبر رئيسه، محمد المنفي، قائد الجيش وفق اتفاق جنيف.
على الرغم من عدم تحديد صلاحيات صدام حفتر بموجب هذا التعيين، يتوقع الكثيرون أن تكون لديه صلاحيات واسعة في القيادة العسكرية والسياسية، حيث أطلق “الجيش الوطني” خطة مستقبلية تستهدف تطوير قدرات قواته في ظل الأوضاع الأمنية المتعاظمة في البلاد. بينما تحاول الأطراف المعنية بالأزمة السياسية والانتخابية في ليبيا، وعلى رأسها الأمم المتحدة، الدفع نحو تحسين الأوضاع الحالية عبر خريطة طريق جديدة للانتخابات العامة، تستمر التكهنات حول موقف حفتر الذي يبدو أنه حسم أمر خلافته لصالح ابنه صدام.
تعليقات