احتيال الوكالات التجارية في استيراد الأدوية
أفاد الصحفي فتحي بن لزرق بأن ملاك الوكالات التجارية المخصصة لاستيراد الأدوية يقومون بتنفيذ “أكبر عملية خداع” تستهدف الهيئة العليا للأدوية في عدن، من خلال تقديم قوائم بأسعار وهمية لعدد من الأصناف الدوائية بعد تحسن سعر صرف العملة.
تلاعب في تسعير الأدوية المستوردة
كشف بن لزرق أن الوكالات قامت بتقديم ملف يتألف من 1200 صفحة يحتوي على تسعيرات أدوية تتجاوز بكثير الأسعار الحقيقة المتداولة في السوق المحلي. وأوضح أن الهيئة العليا للأدوية اعتقدت أنها قد نجحت في فرض تخفيضات على الأسعار، بينما في الواقع، كانت الأسعار قد ارتفعت بشكل ملحوظ.
وأعطى الصحفي مثالاً على ذلك بدواء الحمى الذي كان يبيع بسعر 3,000 ريال عندما كان سعر صرف الريال السعودي 750 ريالًا يمنيًا. وقد تم إدراج هذا الدواء من قبل الوكالات في القوائم بسعر 4,700 ريال. وتم التوصل إلى اتفاق لبيعه مقابل 3,500 ريال، مما يعني زيادة قدرها 500 ريال عن سعره السابق، على الرغم من أن الهيئة اعتبرت ذلك نوعًا من التخفيض.
وأضاف بن لزرق أن التخفيضات المزعومة شملت أدوية لم تُستورد منذ 15 عامًا، وأكد أن ما حدث يُعد “جريمة مكتملة الأركان”. ووجه دعوة إلى وزارة الصحة ورئاسة الوزراء من أجل فتح تحقيق عاجل في هذه القضية، مشيرًا إلى أنه سيقوم برفع دعوى قضائية ضد الهيئة العليا للأدوية في حال لم تتحرك لمعالجة هذا الوضع المثير للقلق.
هذا الوضع الذي يعكس تلاعبًا واضحًا بالتسعيرات، يتطلب تدخلًا سريعًا لضمان حماية المواطنين من الظلم والاستغلال، وخاصة في ظل الظروف الصحية الصعبة التي تعيشها البلاد. إن وجود مثل هذه الممارسات يهدد أمن واستقرار القطاع الصحي، ويضع المسؤولين أمام تحدٍ كبير يتطلب من الجميع المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة.
تعليقات