تزخر المملكة العربية السعودية بعدد من الإنجازات المتميزة في مشروعاتها الكبرى، التي تمتد من العاصمة الرياض إلى السواحل على البحر الأحمر وخليج العقبة، مرورًا بمناطق القدية وتاريخ الدرعية العريق. تعكس هذه المشاريع، التي تجمع بين مجالات الرياضة والثقافة والسياحة والترفيه، تسارع خطوات التنمية في إطار رؤية السعودية 2030، حيث تتحول الأحلام إلى واقع ملموس يعيد تشكيل ملامح الحاضر والمستقبل، ويضع المملكة في مقدمة الوجهات العالمية الجاذبة.
الإرث الثقافي والرياضي في الدرعية أرينا
تشكل الدرعية أرينا أحد أبرز المشاريع، حيث تم توقيع عقد إنشاء مع شركة الصين لهندسة الموانئ، لتنفيذ صرح رياضي وثقافي يعتبر من الأضخم في الشرق الأوسط. يتضمن العقد أعمال البناء والتشييد شاملًا تطوير البنية التحتية للموقع والمناطق المحيطة به. يمتد المشروع على مساحة تتجاوز 74 ألف متر مربع، مع قدرة استيعابية تفوق 20 ألف متفرج، واستثمارات تفوق 5 مليارات ريال، مما يجعل منه منصة مثالية لاستقبال الفعاليات الكبرى. يشكل هذا المشروع إضافة نوعية لتطوير الدرعية، مما يعزز مكانتها كوجهة حيوية عالمية.
التجديد والتطوير لمواقع الرياضة
فيما يخص مضمار القدية، هناك مشروع مخصص لمضمار السرعة بين الجبال، حيث تعاقدت شركة Hareket Proje التركية لإجراء عمليات النقل للمواد الفولاذية، لتصل قيمة المشروع إلى 3.85 مليون دولار. يضم المضمار 21 منعطفاً بارزاً، منها منصة “ذا بليد” المرتفعة كطابقين عشرين.
وفي قلب الرياض، تتواصل أعمال إنشاء بحيرة المسار الرياضي، والتي تمتد بطول 4.5 كيلومتر، وتشتمل على قناة مياه ومسارات مخصصة للإبحار والدراجات والمشي. كما اجتاز نظام التهوية في ملعب أرامكو اختبارات متقدمة تضمن توفير الراحة للمشجعين.
أما استاد الأمير محمد بن سلمان في القدية، فيشهد تقدمًا كبيرًا، حيث يتميز بموقعه المرتفع بطاقة استيعابية تبلغ 46 ألف متفرج بفضل توريد 21 رافعة برجيّة من قبل شركة Wolffkran. وفي استاد الملك فهد، بدأت التحضيرات لتطويره مع فحص التربة وإنشاء مرافق حديثة تستعد لاستقبال كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034.
يتواصل العمل في مشروع “أكويلم” على سواحل خليج العقبة في نيوم، حيث تشمل الأعمال حفر أنفاق في جبال شاهقة، مما يتيح إنشاء أول مرسى عائم في العالم. الجزيرة “لاحق” تسير بخطى ثابتة لتكون أول جزيرة سكنية خاصة في المملكة تحتوي على منتجعات فاخرة ومرافق ترفيهية متنوعة.
ويتقدم مشروع “ملتقى مدينة المعرفة” في المدينة المنورة بسير حسّن، حيث يجري تطوير مجمع تجاري ومنطقة بوليفارد وأبراج فندقية على بعد كيلومترات من الحرم النبوي الشريف. يعكس هذا الزخم في تنفيذ المشاريع العملاقة التزام المملكة بتحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية، مما يؤكد على مكانتها كوجهة عالمية للرياضة والثقافة والسياحة.
تعليقات