نساء من نور تتألق في ظلام الطغاة: آخر الأخبار المحلية

نساء من نور في ليل الطغاة

كتب- د. عبدالله يوسف الزعبي – ثلاث نساء يتلألأ نجمهن في سماء الكرامة، يتجسدن في فصول حية تعكس تجربة المرأة مع واقع مؤلم. يمثلن قلب الإنسانية النابض وروح الحياة، حيث تكون الأولى موجهة، والثانية ناشطة، والثالثة فرحة على وجوه الأطفال. جميعهن يقفن بشموخ في وجه الشر الأسود الذي يحاصر غزة على مدار الساعة، متحديات كل أشكال الموت ومعاناته. هؤلاء النسوة الخالدات ليست مجرد رموز وإنما معبرات عن أمل متجدد، ضوء يضيء في عتمة الليل، بعيداً عن صرخات اللاهثين وراء النصر في مجمعات الأوهام. وهن لا يشبهن اتفاقيات فاشلة أو صفقات مشبوهة، بل هن تجسيدات للحق الذي يُفقد في خضم الصراعات. هن نساء بمواقفهن وفعالهن، يهودية ومسيحيتان، أمريكية وإيطالية، بعد أن تحدين الصمت ووقفن في مواجهة القهر المسلط على قلوب الضعفاء.

وجوه مشرقة في زمن الفوضى

أولاهن، الإيرلندية فرانشيسكا باولا ألبانيزي، التي بنت جسراً من الشجاعة لتقف في قلب الحق، متصدية للصهيونية في زمن اختبأ فيه الجميع. جاءت لتواجه كل أنواع الطغيان، كإيرلندية ارتبطت بقضية فلسطين بصورة أعمق. ألبانيزي تقف كزهرة المتفتحة في خضم الجحيم، مرفوعة الرأس، مؤمنة بحق غزة في الحياة وسط رائحة الموت. تعد الثانية، ميدا بنيامين، اليهودية التي قدمت صوتاً يرتفع ضد الظلم الممارس على غزة، مسلطة الضوء على حقيقة الإبادة حيث كانت الحكومات تغض الطرف وتنصت لصوت المال. وقفت في وجه المظالم مشهرة بأعمال مناهضة تدين الفساد والكذب الذي يحيط بمسألة غزة. في حين تحضر الثالثة، مس ريشل (أكورسو) كرمز للبراءة وملاذ آمن لأطفال غزة، عبر برنامجها الغنائي الذي يقدم لهم الأمل وسط الركام. كل منهن وضعت بصمتها في سجلات التاريخ، مصممة على كسر كبوتها وتحدي القسوة.

تدعو هذه النسوة الثلاث، بحضورهن الطاغي، إلى استعادة الوعي ورفض الظلم. قمن برفع أصواتهن في زمن الحروب، معلنات أن النور يستمر في البقاء رغم الظلمات. إنهن لا يسجلن مجرد سطور في مجلدات الإنسانية، بل يمثلن الدفتر بأسره الذي يروي قصص النضال والأمل. في زمن الدم، يقفن كمنارات تضيء الطريق نحو العدالة وتحفز الهمم للتمسك بحقوق الإنسان. وعبر محاربتهن للظلم، يرسلن رسائل قوية مفادها أن لا مجال للتصالح حين يراق الدم، وأن العروبة ستبقى تحمل ذكرى الألم ما لم يتغير الواقع المحيط بها ويعاقب الظالم بالبقاء بين طيات الزمن.