تزايد المخاوف من الفتنة في لبنان
تتزايد المخاوف السياسية في لبنان بشأن إمكانية تفجر الفتنة الأهلية، في ظل التوتر الداخلي المتزايد وتداخل المناطق الطائفية، لا سيما مع التلويح باستخدام السلاح في الشارع. تبرز هذه القضايا بشكل واضح في ظل تعقيدات المشهد السياسي الراهن.
الانقسام السياسي والمخاوف من صدام
تظهر المصادر السياسية أن لبنان قد دخل مرحلة عدم اليقين، حيث يرفض حزب الله التخلي عن سلاحه، بينما تواصل الحكومة ضغطها من أجل نزع سلاح الفصائل، مما ينذر بصدام محتمل على الصعيدين السياسي والأمني. هذا الوضع المعقد يشكل تحدياً حقيقياً أمام إيجاد حلول وسط، إذ يرتفع مستوى العناد بين الأطراف وتضعف قنوات الحوار.
على الرغم من أن قرار الحكومة بنزع السلاح يعد مطلبا سياديا، إلا أنه يبدو من الصعب تحقيقه في الوقت الراهن بسبب الفوضى السياسية والاحتقان الموجود. تتضح الفجوة بين حزب الله وحركة أمل، حيث يتمسك حزب الله بوجوده السياسي ويهدد بالاستقالة من الحكومة، بينما يفضل رئيس مجلس النواب نبيه بري الحفاظ على الاستقرار من خلال العمل ضمن المؤسسات.
الأمور تزداد تعقيداً أيضاً مع اختلاف أساليب التعامل مع التحركات الشعبية. بينما يقوم حزب الله بتنظيم مسيرات ليلية لأنصاره، تتخذ حركة أمل موقفاً مغايراً، حيث تمنع مؤيديها من الانخراط في هذه الأنشطة. ومع ذلك، تؤكد المصادر أن هذا الخلاف لا يؤدي إلى تفكك التحالف بين الحزبين، خاصة وأنهما يتفقان على ضرورة عدم الاحتكاك مع الجيش اللبناني المسؤول عن وضع خطة لحصر الأسلحة.
من جهة أخرى، أبدى وزير المالية ياسين جابر، الذي يمثل حركة أمل، دعمه لمبدأ حصر السلاح بيد الدولة، على الرغم من أن بعض الوزراء الشيعة الآخرين يرفضون مناقشة هذا الملف إلا بعد انسحاب إسرائيل ووقف عمليات الاغتيال. في ضوء هذه الأوضاع، يبقى المشهد اللبناني معلقاً على حافة الهاوية، مع غياب الحلول الفورية المتاحة، مما يزيد من حدة التحديات التي تواجه البلاد والتي قد تفتح المجال لاحتمالات غير مضمونة في المستقبل، ما لم تظهر مبادرة تتجاوز حالة الانقسام الحالية.
تعليقات