الأوروبيون يرفضون خطة بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا: الأسباب والتداعيات

رفض القوى الأوروبية خطة بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

رفضت الدول الأوروبية المبادرة التي اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، مما أدى إلى تقديم مقترح بديل من قبلها، اعتبرت أنه يجب أن يشكل إطاراً لحصول المحادثات المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي والروسي على زخم أقوى. وكشف مسؤولون من داخل الدوائر الأوروبية أن الدول التي تدعم كييف تعارض بشكل قاطع الاقتراح الروسي الذي يقضي بتبادل المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك مقابل وقف الأعمال القتالية.

أفاد المسؤولون بأن الخطة الأوروبية تم عرضها أثناء اجتماع مع كبار المسؤولين الأمريكيين في إنجلترا في نهاية الأسبوع الماضي، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”. وشمل الاقتراح الأوروبي دعوة لوقف إطلاق النار كشرط أساسي قبل اتخاذ أي خطوات إضافية، مع التأكيد على أن أي تبادل للأراضي يجب أن يكون متبادلاً؛ بمعنى أنه إذا قامت أوكرانيا بالانسحاب من بعض المناطق، يتعين على روسيا الانسحاب من مناطق أخرى كذلك.

المبادرات الأوروبية لحل النزاع في أوكرانيا

تم تقديم تلك الخطة إلى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوثين الأمريكيين كيث كيلوج وستيف ويتكوف. وأكدت على ضرورة وجود ضمانات أمنية صارمة لأي تنازل إقليمي من كييف، بما في ذلك إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الخطوات المقبلة خلال اجتماع عبر الفيديو اليوم، بمشاركة وزير الخارجية الأوكراني.

دفع قادة أوروبيون، في يوم الأحد الماضي، نحو إشراك أوكرانيا في المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا، استعدادًا للقمة المرتقبة بين ترمب وبوتين في ألاسكا يوم الجمعة المقبلة، في محاولة لإيجاد حل للنزاع الذي استمر لأكثر من ثلاثة أعوام. وبرزت دعوات قوية من هؤلاء القادة حول ضرورة أن تكون كييف جزءاً من هذه المحادثات، مع التأكيد على أهمية مشاركة القوى الأوروبية في أي اتفاق يهدف إلى إنهاء النزاع.

تُطالب موسكو بأن تتخلى كييف رسميًا عن السيطرة على أربع مناطق تحت الاحتلال الروسي جزئيًا، وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّها الكرملين في عام 2014 بقرار انفرادي. وتشترط روسيا أن توقف أوكرانيا استلام الأسلحة من الغرب وتبتعد عن طموحات الانضمام إلى حلف الناتو. في المقابل، تصر كييف على أن هذه الشروط غير مقبولة، وتطالب بسحب القوات الروسية وتوفير ضمانات أمنية من الغرب، بما في ذلك الاستمرار في تلقي الأسلحة ونشر كتيبة أوروبية على أراضيها. ومع ذلك، تعترف أوكرانيا بأن استعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا لن تتحقق من خلال الأعمال القتالية، بل من خلال المساعي الدبلوماسية.