العلاقة المصرية السعودية العميقة
يعيش السعودي في وطنه المفتوح، بينما يشعر المصري عند وصوله لأرض الحرمين الشريفين بترحيب واستقبال حار تلمسه القلوب الدافئة. هذه هي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها. النساء والرجال يلتقون بحب، ولا أرى إمكانية لكسر الحواجز السميكة التي تشكلت عبر الزمن ونسجتها المشاعر، حيث تبقى هذه الروابط راسخة ولا يمكن التحايل عليها أو تزييفها. رغم بعض التجاوزات التي نراها بين الحين والآخر على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها لا تعكس عمق العلاقة بين الشعبين، بل تعكس انفلاتاً قد يصاحب تلك الوسائط. لذا، يجب على الجهات المعنية التدخل لإيقاف هذه الممارسات ووضعها تحت إطار القانون.
الاحتفاء بالفنون في المملكة
عندما يتم تكريم فنان مصري في المملكة العربية السعودية، أشعر بفخر كبير كوني محب لوطني. لقد حظي الفن المصري بمساحة مميزة على مدى السنوات الخمس الماضية بالتزامن مع انطلاق “هيئة الترفيه”، التي برزت فيها صور مع العمالقة مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، مما يعكس مدى تقدير المملكة لمبدعي مصر. في هذا السياق، أستذكر المسرحيات التي تم إنتاجها، حيث تم تقديم تاريخ هؤلاء الفنانين من خلال أعمال فنية تكرمهم.
جوار مسرح أم كلثوم، كانت تُعرض مسرحيات مثل “حبيبتي من تكون”، والتي سلطت الضوء على حياة عبد الحليم حافظ، وكانت تتضمن معرضاً لمقتنيات “العندليب”، مما أتاح فرصة للجمهور للتفاعل مع تاريخه. هذه الأنشطة تعكس جهود المملكة في تعزيز الثقافة والفنون، إذ أن هنالك استثماراً حقيقياً في دعم الفنانين السعوديين وتوسيع نطاق الفنون ليشمل الخليج العربي بشكل عام.
تستمر “هيئة الترفيه” في تقدمها نحو تعزيز الفن السعودي والخليجي، موجهةً كل الجهود نحو خلق بيئة فنية نابضة تتيح للجميع فرصة للاحتكاك بالفنون بكل أشكالها. الجمهور العربي، بدوره، يتفاعل مع الفنون عبر كل اللهجات واللغات، مما يجعل المجتمعات أكثر تواصلاً وغنى ثقافياً.
يبقى الوجدان المصري والسعودي متماسكاً أمام كل التحديات، ويرتبط برابطة أعمق من الكلمات، كما أكد الفنان محمد عبده بعبارته المعبرة عن حبه لمصر وأثرها عليه. الصدى الذي تنقله تلك المشاعر يجب أن يُستمع له بقلوب مفتوحة قبل أن يُسمع بالآذان.
تعليقات