الصحفي أنس الشريف يوجه رسالته الأخيرة: إليكم وصيته المؤثرة

ترك الصحفي الفلسطيني، الشهيد أنس الشريف، رسالة وصية مؤثرة أوصى بنشرها بعد رحيله، تعبر عن حبه العميق لوطنه وعائلته وثباته على المبدأ في الدفاع عن شعبه وكشف جرائم الاحتلال. وقد نشرت الوصية على حسابه الرسمي عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث قال: “هذه وصيتي، ورسالتي الأخيرة. إذا وصلتكم كلماتي، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي”.

وصية الصحفي أنس الشريف

هذه وصيتي، ورسالتي الأخيرة. إذا وصلتكم كلماتي، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة لأكون صوتًا لأبناء شعبي، منذ أن فتحت عيني على الحياة في أزقة مخيم جباليا للاجئين. كنت أأمل أن يعيش أهلي وأحبتي في سلام، في بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة “المجدل”، لكن مشيئة الله كانت أسبق. عشت الألم بكل تفاصيله وذقت الوجع والفقد، ورغم ذلك لم أتراجع يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن يرون جريمة قتلنا.

أوصيكم بفلسطين، درة تاج المسلمين، وبأهلها، وخاصة الأطفال الذين لم تتح لهم فرصة العيش في أمان. فقد سُحقت أجسادهم بقنابل الاحتلال، وتهدمت أحلامهم. أوصيكم بألا تُسكتكم القيود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد حتى تشرق شمس الكرامة.

أوصيكم بأهلي، وخاصة ابنتي شام التي لم تسعفني الأيام لرؤيتها تكبر، وابني صلاح الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق درب. أود أن أوصي بوالدتي التي كانت دعواتها حصني ونور طريقي. أطلب منكم أن تلتفوا حولهم وتكونوا لهم سندًا بعد الله. إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأشهد أني راضٍ بقضائه، مؤمن بلقائه، ومتيقن أن ما عند الله خير وأبقى.

اللهم تقبلني في الشهداء، واغفر لي، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي. سامحوني إذا قصرت، وادعوا لي، ولا تنسوا غزة ولا تنسوني من صالح دعائكم.

كلمات أنس الشريف الأخيرة

هذه كانت وصية أنس الشريف، الصحفي الشجاع الذي عُرف بمواقفه الصلبة وحرصه على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. كلمات وصيته تظل تذكرنا بضرورة السير على درب الحق والعدل، وعدم تجاهل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. فلتبقى رسالته حاضرة في قلوبنا وعقولنا لنستمر في السعي نحو التحرر والكرامة.