رحيل الفريق الركن سلطان بن عادي المطيري
في صباح مشهود، ودّعت المملكة العربية السعودية أحد أبنائها الأوفياء ورجالها العسكريين المميزين، الفريق الركن سلطان بن عادي المطيري، الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الأحد 10 أغسطس 2025، بعد مسيرة حياته المليئة بالإنجازات والتضحيات من أجل الوطن والدين والملك.
وُلد الفريق المطيري في عام 1939، وبرزت في ملامحه منذ الصغر صفات الصرامة والوفاء. تخرج من كلية الملك عبدالعزيز الحربية في عام 1958 برتبة ملازم، ليبدأ مسيرة مهنية تمتد لأكثر من أربعة عقود حيث ارتقى في مراتب القيادة بعزيمة لا تعرف الكلل.
كانت مسيرته المهنية شاهدة على الالتزام والانضباط، إذ التحق بعدد من الدورات التدريبية داخل وخارج البلاد، بما فيها الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى، ليكتسب علماً وخبرة في مجالات المدفعية والدفاع الجوي والقيادة والأركان. وقد تناقل تلك المعارف إلى الأجيال التي تلت، ليمثل قدوة للشباب العسكري.
إرث القائد الراحل
من أبرز محطات حياته القيادية كانت قيادته للقوات البرية الملكية السعودية بين عامي 1997 و2002، وكذلك منصبه كنائب رئيس هيئة الأركان العامة حتى تقاعده في عام 2007. يُذكر اسمه بفخر في تاريخ النصر العسكري، حيث قاد القوات المشتركة العربية في حرب تحرير الكويت عام 1991، حيث لعب دوراً حاسماً في استعادة الأمن للمنطقة.
تزين صدره بمختلف الأوسمة والتكريمات من المملكة ودول عربية وأجنبية، ومن بينها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة ووسام الاستحقاق الفرنسي وميدالية تحرير الكويت، وهذه التكريمات تعكس مكانته السامية في قلوب زملائه وشعبه.
اليوم، يُغادر هذا الرجل الذي ترك أثرًا من الوفاء والانتماء. إرثه يتعدى الأوسمة والرتب، فهو متواجد في قلوب كل ضابط تعلم تحت قيادته معنى الشرف العسكري، وفي عيون كل جندي رأى فيه القائد الحازم والأب الحنون. رحم الله الفريق الركن سلطان بن عادي المطيري، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن وطنه وأمته خير الجزاء. سيبقى اسمه محفورًا في سجلات الأبطال الذين أسهموا في كتابة تاريخ السعودية بأحرف من مجد وعطاء.
تعليقات