تعزيز العلاقات الإماراتية الروسية
شهدت القمة الإماراتية الروسية التي عُقدت مؤخرًا العديد من المباحثات والاتفاقيات البارزة، يأتي على رأسها “كسر البروتوكول” احتفاءً بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى روسيا.
تعزيز الشراكات الاستراتيجية
تصدرت القمة، والتي تعد الثانية خلال 10 أشهر، أجندتها عدد من الملفات الحيوية التي تشمل العلاقات الثنائية ومجموعة من القضايا الدولية. كما كانت هناك لفتات تعكس قوة العلاقات الشخصية بين الزعيمين، حيث أبدت روسيا تقديرها لزيارة الشيخ محمد بن زايد، وذلك من خلال ترحيب حار منذ وصوله حتى مغادرته.
وجه الزعيمان خلال اللقاء رسائل هامة تعكس حرصهما على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما ودعمهما للأمن والاستقرار العالمي. ومن أبرز الملفات التي تم تناولها: تعزيز الشراكة الاستراتيجية منذ عام 2018 وتطوير التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار والفضاء والطاقة، بالإضافة إلى القمة العربية الروسية المزمع عقدها في أكتوبر القادم، وملف الأزمة الأوكرانية الذي تتدخل فيه الإمارات كوسيط.
خلال القمة، تطرقت التصريحات الصادرة عن الشيخ محمد بن زايد إلى أهمية العلاقات الإماراتية الروسية والمبادرات السلمية في النزاعات الإقليمية والدولية، حيث أبدى استعداد الإمارات لتقديم أي جهد إضافي في ملف تبادل الأسرى. ومن جانبه، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديره للجهود الإماراتية وأهمية التعاون الاقتصادي الاستثماري المتزايد بين البلدين.
علاوة على ذلك، تم توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات متنوعة، ومنها “اتفاقية تجارة الخدمات والاستثمار” التي توفر إطارًا خاصًا للتعاون في عدة مجالات، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم حول النقل البري.
تميزت الزيارة بعدة لحظات تعكس العلاقات الشخصية الوثيقة بين الزعيمين، حيث تم كسر البروتوكول في مواقف عديدة كخطوة دالة على الاحترام المتبادل، مع حرص على تعزيز التعاون في الحلول السلمية للقضايا الساخنة، كالنزاع في أوكرانيا. وقد تجلت الحفاوة في استقباله، مما يعكس مدى تقدير روسيا للإمارات وقيادتها.
تُعتبر القمة التي عُقدت مؤخراً استمراراً لمسيرة من التعاون الوثيق بين البلدين، حيث ارتفع عدد القمم بين الزعيمين إلى 14 قمة منذ 2012، مما يسلط الضوء على قوة العلاقات المتينة التي تربطهما.
تعليقات