تأتي هذه الاعترافات الغربية متأخرة ومعقدة بشروط قد تكون غير مقبولة لكثير من المراقبين الفلسطينيين وأنصارهم، مما أثار نظرات الشك والريبة حول نواياها الحقيقية. في حين ينظر خصوم المقاومة في هذا الإنجاز بترقب، فإنهم غالباً ما يحاولون نزع هذا الفضل عن جهود المقاومة، مشيرين إلى الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة، وكأن الاعترافات مرتبطة بنجاحاتهم الدبلوماسية.
يُشار إلى أن المقاومة في غزة تمثل حالة من التلازم بين الكارثة والبطولة، حيث أن صمودها قد ساهم في تغيير الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية. وبالمقارنة، فإن مؤتمرات السلام والمبادرات الدولية لم تتمكن من تحقيق ما أنجزته المقاومة في فترة وجيزة. تحتاج قضايا الكارثة الفلسطينية إلى معالجة جذرية، وقد آن الأوان ليتحمل الجميع، بما في ذلك الدول العربية، مسؤولياتهم في دعم القضية وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني.
إن موجة الاعترافات الدولية ليست مجرد الفرح بتحقيق إنجاز دبلوماسي، بل هي أيضاً نتيجة للجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين. يجب النظر إليها بجدية وبحيطة، لأن التوجه نحو قبول شروط الاعتراف الثقيلة قد يعصف بمكتسبات الشعب الفلسطيني. ولذلك، يجب أن يبقى التحذير من محاولات ترويض الشعب الفلسطيني وتصوير المقاومين كعقبة أمام الدولة.
في النهاية، فإن الاعترافات ليست هي الهدف النهائي، بل هي خطوة على طريق طويل يتطلب النضال والاستمرارية لضمان حقوق الفلسطينيين. سيكون لهذا المسار تداعيات كبيرة على حياتهم وحياة الأجيال القادمة. من المؤكد أن التغييرات المقبلة ستحتاج إلى جهد جماعي على كل الأصعدة. * مدير مركز القدس للدراسات السياسية.
تسونامي مزدوج: اعترافات وتحذيرات
في ظل التغيرات المتسارعة، تتطلب هذه الأوضاع المراقبة الدقيقة والتفكير العميق، لضمان تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني نحو دولتهم المستقلة، وذلك دون التخلي عن حقوقهم ومرجعياتهم التاريخية. التحديات مستمرة، ومع ذلك فإن الأمل في استعادة الهوية والحقوق الفلسطينية يبقى حاضراً.
ازدواجية الاعترافات والضغط الدولي
كما أن هذه الاعترافات تفتح باب النقاش حول جدوى الشروط المسبقة وواقع الحقوق الفلسطينية، مما يتطلب وحدة الصف الفلسطيني لتحصين مكتسباتهم وتحقيق المزيد من الانتصارات في الساحات الدولية. الأمل معقود في المستقبل، ولكن الحذر لازم في استراتيجيات التعاطي مع المتغيرات الحاصلة.
تعليقات