محمد سلام يتجاهل استبعاد المصريين من موسم الرياض بإجابة صامتة

أثار إعلان المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في السعودية، عن توجه موسم الرياض المقبل للاعتماد على الفنانين السعوديين والخليجيين، جدلاً كبيراً في الأوساط الفنية، خصوصاً في مصر التي كانت تعد مركزاً للإبداع العربي في الفترات السابقة. ومع هذا القرار المفاجئ، تترقب الجماهير ردود أفعال الفنانين المصريين الذين تألقوا في المواسم الماضية، ومن بينهم الفنان محمد سلام، الذي رغم صمته، يحمل رسائل عميقة.

محمد سلام وموسم الرياض

حتى الآن، لم يصدر محمد سلام أي تعليق مباشر حول هذا القرار، لكن تاريخه ومواقفه السابقة تعكس الكثير. في عام 2023، اختار الانسحاب من موسم الرياض بالتزامن مع تصاعد الأحداث في فلسطين، حيث أعرب عن استيائه قائلاً: “مش هعرف أضحك والناس بتموت.. الضحك ميستحقش التمن ده”. كانت عبارته عفوية لكنها تعبر عن موقف إنساني واضح، حيث تجسد قناعته الراسخة بأن الفن يجب أن يحمل رسالة وليس مجرد وسيلة للترفيه.

ردود فعل الفنانين المصريين

رغم أن قرار تركي آل الشيخ بالتركيز على المواهب المحلية في السعودية جاء ضمن جهود تعزيز البنية الترفيهية الوطنية، إلا أن تقليص مشاركة الفنانين المصريين أثار العديد من التساؤلات. بعض النقاد اعتبروا هذا الاستبعاد مقصوداً، بينما رأى آخرون أنه خطوة منطقية لدعم الإنتاج الخليجي. لكن اللافت أن محمد سلام اختار عدم الانخراط في أي سجال، وفضل التركيز على أعماله في مصر، مما يعكس موقفه الواعي.

فمحمد سلام لم يكن يوماً من هواة التصريحات المثيرة أو الإطلالات الصاخبة، بل دائمًا ما عبّر عن مواقفه من خلال انتقاء أدواره بعناية، ورفض مشاريع لا تتناسب مع قناعاته أو لا تحترم عقل الجمهور. ربما كان عدم تعليقه على قرار موسم الرياض تعبيرًا صريحًا عن موقفه، بأسلوب راقٍ بعيد عن التصعيد.

احتمالات المشاركة المستقبلية

رغم تضييق المشاركة على الفنانين المصريين، إلا أن الباب لم يُغلق تمامًا، حيث ألمح آل الشيخ إلى إمكانية الاستعانة ببعض الأعمال السورية أو العالمية. لكن يبدو أن محمد سلام، حتى لو عُرضت عليه المشاركة، لن يسعى لها، ملتزمًا بنفس النهج الفني والإنساني الذي اختاره لنفسه.

في زمن تُقاس فيه المواقف بعدد المشاهدات والتعليقات، يبقى محمد سلام مثالًا للفنان الذي يُعبّر بالصمت ويُقنع بالفعل. وبينما يتجادل البعض حول قرار الاستبعاد، يبدو أن سلام قد اختار أن يكون صوته الوحيد هو فنّه النظيف وموقفه الثابت، دون الحاجة إلى تعليق أو جدل.