الإمارات كحلقة وصل رئيسية لمنتجات روسيا نحو أسواق المنطقة
شهدت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وروسيا تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث زادت حركة التجارة البينية وتنامت الاستثمارات المشتركة، مما يتيح فرصاً كبيرة للاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية المتطورة لكلا البلدين.
دور الإمارات كمركز تجاري عالمي
تستمر الإمارات في تعزيز مكانتها كمركز دولي للتجارة السلعية، حيث تعتبر وجهة جاذبة لرؤوس الأموال الروسية وللمستثمرين، مما يجعلها نقطة الدخول الرئيسية نحو أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والتي تمتد لأكثر من خمسين عاماً، تقدماً سريعاً في مجالات عديدة، خاصة في مجالات الاقتصاد الجديد مثل الذكاء الاصطناعي والابتكار والاقتصاد الدائري.
ساهم تطور العلاقات التجارية بين الإمارات وروسيا في زيادة الميزان التجاري بينهما، حيث أصبحت الإمارات شريكاً استراتيجياً مهماً لروسيا في مجال التجارة السلع. بلغ حجم التجارة بين البلدين حوالي 42.2 مليار درهم (حوالي 11.5 مليار دولار) خلال العام 2024، وهو ما يمثل زيادة تقدر بحوالي 200% مقارنة بعام 2019.
تعتبر السوق الروسية وجهة حيوية للصادرات الإماراتية، إذ ارتفع حجم الصادرات من 1.1 مليار درهم في 2019 إلى نحو 3 مليارات درهم في 2024. استثمرت الإمارات مواردها اللوجستية وموقعها التجاري لجعلها نقطة انطلاق رئيسية للمنتجات الروسية إلى أسواق المنطقة، فضلاً عن جذب استثمارات روسية كبيرة.
كما شهد القطاع الاستثماري بين البلدين نمواً كبيراً، حيث جذب البيئة التجارية المرنة العدد المتزايد من الشركات الروسية التي تعتبر الإمارات نقطة انطلاقها نحو الأسواق الأخرى. تحتضن الإمارات حوالي 4000 شركة روسية، في حين سجلت 647 علامة تجارية روسية في السوق الإماراتي، مما يعكس تنوع الاحتياجات المحلية.
يدار حالياً نحو 400 مشروع مشترك بين الإمارات وروسيا، مع استثمارات روسية تبلغ حوالي 17 مليار دولار في مجالات متعددة، خاصة في القطاع العقاري، حيث استثمر الروس نحو 6 مليارات دولار في عقارات الإمارات خلال السنتين الماضيتين. تشمل مجالات الاستثمار الأخرى تجارة الجملة والتجزئة والمعلومات والاتصالات والقطاعات المالية.
أما في مجال الطاقة، فهي تعد محور التعاون الأهم بين الجانبين، حيث تستثمر الإمارات بشكل كبير في انتاج النفط والغاز، مستفيدة من خبرتها الضخمة. كما تنشط الشركات الإماراتية في مجالات البنية التحتية والطيران والاتصالات، مما يعزز العلاقات التجارية بين الطرفين.
أخيراً، يشهد القطاع السياحي حركة نشطة بين الإمارات وروسيا، حيث سجلت الإمارات حوالي مليوني سائح روسي في 2024، بينما شهدت الرحلات الجوية من الإمارات إلى روسيا زيادة ملحوظة بفضل التسهيلات السياحية الممنوحة، مما يعكس الروابط القوية بين الدولتين.
تعليقات