الاجتماع بين وزير التعليم والمفتي: مخاطر فكرية تهدد ليبيا
حذر المحلل العسكري الليبي، محمد الترهوني، من المخاطر التي يكتنفها اللقاء الذي جرى بين وزير التعليم العالي في حكومة الدبيبة، عمران القيب، والمفتي الصادق الغرياني، حيث تم تناول موضوع الكليات الدينية. اعتبر الترهوني هذا الاجتماع خطوة “غاية في الخطورة” بسبب تداعياته المحتملة على الفكر التعلمي في البلاد.
التحذير من الفكر المتطرف
أضاف الترهوني أن جماعة الإخوان المسلمين بدأت تأخذ دورًا متزايدًا في الهيمنة على المؤسسات التعليمية، بما يتجاوز الإعداد التقليدي للكوادر، لتدخل في إطار توطيد الفكر المتطرف في الأجيال القادمة. وهو أمر يمثل تهديدًا حقيقيًا لبنية الدولة، حيث أن التعليم يعد أحد العناصر الحيوية التي تؤثر على تشكيل المجتمع. أكد المحلل أن هذا النوع من الاجتماعات يُعتبر ناقوس خطر يتوجب الانتباه له في ظل الظروف الراهنة.
كما شدد الترهوني على أن هذا الاجتماع قد يكون بداية لعملية إعادة تنظيم في صفوف الجماعة، ما قد يؤدي إلى تعزيز نفوذها في ليبيا وخلق بيئة ملائمة لجذب عناصر من الخارج، ترغب في الهروب إلى مناطق أكثر أمانًا. وفي ظل الظروف السياسية المعقدة التي تمر بها البلاد، قد تستغل هذه التنظيمات الوضع الراهن لبناء قاعدة لها في طرابلس، مما يعني خطرًا متزايدًا على السلم الأهلي والاستقرار في المنطقة.
يسلط الترهوني الضوء على أهمية الرصد واليقظة من قبل الجهات المعنية والمجتمع المدني تجاه هذه التحركات، إذ أنها قد تؤدي إلى تحول فكري وتنظيمي يعيد تشكيل خريطة القوى في ليبيا. وفي نهاية الأمر، فإن مستقبل البلاد يعتمد بشكل كبير على القدرة على مواجهة هذه التحولات والتصدي لأي محاولات قد تؤدي إلى الغوص في عوالم فكر متطرف يغذي الصراعات ويعزز الفوضى.
تعليقات