شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تغييرات هامة في قطاع التعليم، حيث أصدرت وزارة التعليم قرارًا بإقرار نظام الفصول الدراسية الثلاثة بدلاً من النظام التقليدي الذي يقتصر على فصلين دراسيين. جاء هذا القرار كجزء من خطة تطوير شاملة تهدف إلى تعزيز جودة التعليم وزيادة الاستفادة من الوقت الدراسي، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وتطلعاتها نحو تعليم أفضل.
تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة
بدأ العمل بهذا النظام فعليًا مع بداية العام الدراسي 1445هـ، الموافقة لعام 2023 ميلادي، حيث تم تقسيم العام الدراسي إلى ثلاثة فصول، مع توزيع متوازن للأيام الدراسية والإجازات القصيرة، مما ساعد على تقليل الضغوط الناتجة عن الدراسة المستمرة وزيادة أيام التعلم الفعلية.
نظام التعليم الجديد
استمرت الوزارة في تطبيق هذا النظام لقرابة أربعة أعوام دراسية، تضمنت مراجعات دورية ومتابعة للأداء والنتائج. تميزت هذه المرحلة بزيادة واضحة في زمن التعلم، حيث تم إدخال مفاهيم تعليمية مرنة تتماشى مع أحدث الممارسات العالمية في مجال التعليم. ومع ذلك، استند التقييم الشامل للتجربة إلى آراء الميدان التربوي وأولياء الأمور والمعلمين، مما دفع وزارة التعليم إلى اتخاذ قرار العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين اعتبارًا من العام الدراسي 1447هـ. جاء هذا القرار نتيجةً للتغذية الراجعة من مختلف الجهات، خاصة في المدن ذات الكثافة السكانية المرتفعة والمناسبات الخاصة.
التوجه نحو التعليم المستدام
رغم العودة إلى النظام التقليدي، أكدت الوزارة التزامها بالمحافظة على جودة التعليم من خلال ضمان 180 يومًا دراسيًا في السنة. كما منحت المدارس الأهلية والعالمية الخيار لتحديد النظام الأنسب لها، سواء بالاستمرار في نظام الفصول الثلاثة أو العودة إلى الفصلين الدراسيين، بما يتماشى مع طبيعتها.
إن تجربة الفصول الدراسية الثلاثة تُعتبر واحدة من أبرز التغيرات في تاريخ التعليم السعودي الحديث، حيث ساهمت بشكل فعّال في تحسين خطط التعليم وتوسيع نطاق التجربة التعليمية لكل من الطلاب والمعلمين.
تعليقات