ارتفاع تكاليف الزواج في السعودية
يُعتبر ارتفاع تكاليف الزواج في المملكة العربية السعودية مصدر قلق كبير لكثير من الشباب والأسر، حيث تشمل هذه التكاليف المهور المرتفعة، والمساكن، وتجهيزات حفلات الزفاف، والولائم، وكذلك شهر العسل، مما يجعل تأسيس أسرة مسألة مالية صعبة. على مر السنوات، عانى المجتمع السعودي من هذه القضية، حيث قامت هيئة كبار العلماء في عام 1397هـ بمناقشة مشكلة المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج، ودعت إلى ضرورة الاعتدال والتيسير في النفقات، مستندة إلى آيات قرآنية تحذر من التبذير والإفراط في الأموال.
المشكلات المرتبطة بالزواج
في عام 2004م، اعتبرت لجنة الشورى أن تحديد المهور لن يحل المشكلة، إذ أشار الأعضاء إلى أن التحدي الأكبر يكمُن في ارتفاع التكاليف الأخرى المتعلقة بالزواج. وفقًا للبيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء لعام 2022، سجل متوسط تكاليف الزواج في المملكة زيادة سنوية بلغت 32%، إضافة إلى ارتفاع شهري بنسبة 5%.
أظهرت الإحصاءات في عام 2023 أن حوالي 65.3% من الشباب السعوديين لم يدخلوا مرحلة الزواج بعد، حيث تصل نسبة الذكور العازبين إلى 73.7% بينما كانت نسبة الإناث العازبات 56.8%. لقد ساهم هذا الوضع في زيادة عدد السعوديات اللاتي لم يسبق لهن الزواج، وبلغ عددهن 230,512 من أصل 2,237,983 سعودية تزيد أعمارهن عن 15 عامًا.
كما أشار المركز السعودي لاستطلاعات الرأي في عام 2022 إلى أن 39% من السعوديين غير المتزوجين يفضلون العزوبية بدلًا من الزواج بسبب التحديات المالية التي تواجههم، وأوضح المركز الإحصائي الخليجي أن نسبة السعوديين الذين لم يسبق لهم الزواج ارتفعت من 37.2% في عام 2010 إلى 39.7% في عام 2020، مع زيادة ملحوظة في النسبتين بين الذكور والإناث.
وفي ظل هذه الظروف، دعا مفتي عام السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إلى إجراء دراسة متخصصة تهدف إلى معالجة مشكلة غلاء المهور وتكاليف الزواج، مشيرًا إلى أهمية التوعوية والتعاون من أجل التسهيل على الشباب الراغبين في الزواج.
تعليقات