إيران تُعلن بصراحة: لا مفاوضات جديدة دون دفع الثمن الأمريكي!

التوترات الإيرانية الأمريكية والسبيل للمفاوضات

مع تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن عقب الضربات العسكرية الأخيرة، أرسلت إيران رسائل سياسية واضحة ومشفرة تعبر عن أن العودة إلى المفاوضات لن تكون كما كانت سابقاً، حيث أعلن المسؤولون الإيرانيون أن استئناف الحوار مع الولايات المتحدة سيتطلب أثماناً سياسية واقتصادية كبيرة.

تغير ديناميكية التفاوض

في هذا الإطار، برزت تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كعلامة على حدوث تغيير جذري في قواعد اللعبة الدبلوماسية بعد الحرب. كما أن العقوبات الأمريكية الأخيرة قد ساهمت في ترسيخ الموقف الإيراني وزادت من صعوبة البحث عن أي مرونة تفاوضية عاجلة.

وأوضح عراقجي، خلال حديثه لصحيفة فايننشال تايمز، أنه تم تبادل رسائل مع المبعوث الأمريكي، لكنه شدد على أنه لا يمكن بدء أي حوار جديد قبل تحقيق “إجراءات لبناء الثقة”. وتتضمن هذه الإجراءات تعويضات مالية لإيران عن الأضرار التي تعرضت لها نتيجة الهجمات الأمريكية، بالإضافة إلى ضمانات أمنية تمنع تكرار هذه الهجمات في المستقبل.

شدد عراقجي على أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تطلب استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها سابقاً، بل يجب إعطاء أهمية لفتح صفحة جديدة تعكس الواقع الاستراتيجي الذي نتج عن الحرب.

في إطار هذه التصريحات، جاءت العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على شبكة الشحن النفطي الإيرانية المرتبطة بشخصية بارزة في النظام الإيراني، مما زاد الضغوط على طهران. تشمل هذه العقوبات العديد من الكيانات التي تشارك في عمليات نقل النفط من إيران وروسيا، والتي تدر أموالاً طائلة تصل إلى مليارات الدولارات.

مع ذلك، تصر طهران على أن برنامجها النووي لم يتعرض للتدمير كما كانت تتمنى واشنطن وتل أبيب. وهذا ما أكده عماد أبشناس، رئيس تحرير صحيفة “إيران ديبلوماتيك”، إذ قال إن تراجع الولايات المتحدة عن استئناف المفاوضات يدل على أن المنشآت النووية الإيرانية لا تزال سليمة ولم تدمر كما كانت تأمل.