الخليج يتجه نحو استثمار المليارات بعيدًا عن عائدات النفط

الاستثمارات الأجنبية في الخليج: التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة

تشهد دول الخليج تدفقاً كبيراً من الاستثمارات الأجنبية في قطاعات متعددة، أهمها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والخدمات المالية، والسياحة، والزراعة، والرعاية الصحية. تعتمد هذه الاستثمارات على دعم حكومي قوي وتحالفات إستراتيجية مع شركات تكنولوجية عالمية مرموقة. ففي مجال التكنولوجيا، تعد “هيوماين” في السعودية منصة رئيسية لجذب الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. حيث أعلنت ثلاث شركات أميركية رائدة في تصنيع الشرائح، وهي “إنفيديا” و”إيه إم دي” و”كوالكوم”، عن التزامها بضخ استثمارات كبيرة ضمن هذا القطاع، مما يعزز من دور المملكة كمركز ناشئ لفرص الاستثمار.

الابتكارات في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة

تنبأت هيئة الذكاء الاصطناعي السعودية بأن يساهم هذا القطاع بحوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي قبل حلول عام 2030. وقد أبرمت “إيه إم دي” اتفاقية ضخمة تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار لإنشاء مراكز بيانات تعتمد على تقنياتها المتطورة، بينما استثمرت “إنفيديا” بشكل كبير عبر توفير 18 ألف شريحة لتشغيل مراكز البيانات في المملكة. كما تم الاتفاق مع “كوالكوم” على تأسيس مركز تصميم لتطوير تقنيات التصنيع المحلي.

على صعيد الطاقة النظيفة، تتسم دول الخليج بسرعة نمو مذهلة في مجال الطاقة المتجددة، حيث استقطبت استثمارات دولية هائلة في هذا القطاع. في السعودية، يتم تنفيذ مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في “نيوم”، بالتعاون مع شركة “إير برودكتس”، مما يعكس التزام المملكة بتنوع مصادر الطاقة. وشهدت الإمارات تطورات مماثلة، حيث تم إطلاق مشاريع للطاقة الشمسية والتخزين، واحتضنت شراكات مع شركات عالمية رائدة لتوسيع قاعدة الاستثمارات.

تسعى دول الخليج أيضًا إلى تعزيز مراكزها المالية من خلال اجتذاب مؤسسات عالمية في مجالات الخدمات المصرفية وإدارة الأصول، مع تقديم حوافز تنظيمية تهدف إلى زيادة جذب الاستثمارات. في مجال السياحة، تبرز جهود المملكة كمشروع “القدية” و”نيوم” كمراكز ترفيهية عالمية، مما يعكس تحولات شاملة تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط.

تواصل دول الخليج العمل على تعزيز قدراتها في الزراعة والأمن الغذائي من خلال مشاريع مبتكرة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي. كما يسعى القطاع الصحي لتوسيع نطاق خدماته واستقطاب المزيد من الشراكات العالمية لتحسين البنية التحتية وجودة الرعاية الصحية. هذه الجهود الشاملة تعكس رؤية خليجية مؤكدة لعالم مستقبل مزدهر ومتجه نحو الابتكار، مما يجعل المنطقة جاذبة للاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات.