الزخم الدولي نحو القضية الفلسطينية وحل الدولتين
يمكن اعتبار الزخم الذي شهدته الأمم المتحدة مؤخراً في نيويورك، لدعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين عبر مبادرة المملكة وفرنسا، من أبرز الخطوات العملية في مسار هذا الملف المعقد لوقت طويل. لقد وضعت هذه المبادرة المجتمع الدولي أمام امتحان أخلاقي واختبار إنساني يتعلق بالحقوق والقوانين والشرعية التي يروج لها في مختلف المحافل، لكنها تتراجع عندما يتعلق الأمر بالحق الفلسطيني، مما يظهر تملصاً من المسؤولية.
الأحدث في دعم الحق الفلسطيني
اتسم المؤتمر الذي قادته المملكة وفرنسا على مدى يومين بالتحضير الدقيق وباحترافية سياسية ملحوظة. لم تقتصر الطروحات خلاله على الشعارات المدغدغة للعواطف، بل كانت مواجهة للحقائق التي تكشف التناقضات التي يمارسها المجتمع الدولي تجاه فلسطين وشعبها، إضافة إلى التواطؤ الواضح مع الاحتلال الإسرائيلي. الكلمات التي ألقاها ممثلو الدول المشاركة شكلت تحولاً ملحوظاً في الخطاب، كما أحرجت الذين يترددون في مواجهة الموقف الأمريكي الذي يدعم إسرائيل بلا تحفظ. وأكدت مخرجات المؤتمر على وجود توجه مختلف من شأنه تعزيز مشاركة الجمعية العمومية في سبتمبر المقبل، حيث سيكون موضوع حل الدولتين بؤرة اهتمام النقاشات.
من أبرز نتائج المؤتمر، تنامي موقف جديد مهم جداً من بريطانيا لصالح حل الدولتين، وذلك عندما أعلن وزير الخارجية البريطاني أن بلاده ستقوم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا لم تتوقف مجازر غزة. وعلى الرغم من كون هذا الموقف مشروطًا، إلا أنه يمثل تحولاً كبيراً في سياسة دولة كبرى كانت تاريخياً مرتبطة بتأسيس ودعم دولة الاحتلال.
تظهر التجارب على مدى ثمانية عقود أن الشعارات وحدها لا تجلب الحقوق للشعب الفلسطيني. لا بد من العمل الدبلوماسي الاحترافي والضغط المتواصل على المجتمع الدولي باستخدام الحقائق المعززة، لتحقيق تغيير ملموس في قواعد اللعبة. وهذا ما قامت به المملكة بالتعاون مع فرنسا، من خلال الدفع بالجهود الدبلوماسية نحو الأمام وتعزيز موقف الحق الفلسطيني في الساحة الدولية.
أخبار ذات صلة
تعليقات