غرامة 5000 ريال: فوضى الكتابة على الجدران تثير مطالبات بعقوبات أشد في السعودية

رغم الجهود المستمرة لتحسين الجوانب الحضارية، ما زالت جدران العديد من الأحياء والمدارس والمرافق العامة تعاني من مشكلة الكتابات العشوائية، التي أصبحت مصدرًا للتلوث البصري وتعدٍ واضح على الممتلكات العامة والخاصة، مما يعكس نقصًا في الوعي المجتمعي، وسط مطالبات متزايدة بتعزيز الرقابة وتضييق العقوبات. وقد أظهر استطلاع أجرته “اليوم” أن انتشار هذه الظاهرة يعكس ضعف الانتماء وغياب الإحساس بالمسؤولية، حيث اعتبر البعض أن ما يراه البعض كـ”هواية فنية” هو في حقيقته تشويه علني يأخذ من جمال المدن.

وأشار راكان العنزي إلى أن الكتابة على الجدران تعتبر سلوكًا سلبيًا يشوه كل من المساحة العامة والخاصة، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود لرفع مستوى الوعي، من خلال برامج إعلامية تثقيفية تحذر من عواقب هذا السلوك وتربط بين الذوق العام والسلوك الحضاري. أما زياد الزهراني، فقد أوضح أن المدارس تعتبر بيئة مناسبة لظهور هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن دوافع هذا الفعل غالبًا ما ترتبط بمرحلة المراهقة ورغبة بعض الطلاب في التعبير عن أنفسهم من خلال الرسومات أو الشعارات، وهو ما يخلق انطباعًا سلبيًا بين أولياء الأمور والزوار.

كما أشار الزهراني إلى تجربة إيجابية شهدها في إحدى المدارس التي استجابت لشكاوى أولياء الأمور وأزالت الكتابات من جدرانها، داعيًا لتعميم استخدام كاميرات المراقبة حول المنشآت التعليمية لمتابعة المخالفين وإلزامهم بتكاليف الإصلاح. ومن جهتها، اعتبرت شيخة محمد أن هذا السلوك يعكس قلة احترام الممتلكات العامة، مضيفةً أنه من الضروري اعتماد حلول وقائية مثل تثبيت ملصقات ولوحات تحذيرية في الأماكن ذات المخاطر الأعلى، بالإضافة إلى إدراج برامج توعوية في المدارس من أجل ترسيخ ثقافة الذوق العام منذ المراحل الدراسية المبكرة.

وفيما يتعلق بوجهة نظر مسعود علواني، اعتبر أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يمارسون هذه الممارسات هم من المراهقين أو أصحاب التعليم المحدود، مؤكدًا على أن الحل يكمن في تطبيق القانون بشكل صارم وعلني. وشدد على أن الغرامات الحالية ليست كافية لردع المخالفين، لذلك قد يكون من الضروري رفع قيمتها وتخصيص مناطق قانونية لمحبي الرسم والكتابة لكي يمارسوا هواياتهم بشكل منظم. بينما أعرب ناصر الهاجري عن تفاؤله بتراجع هذه الظاهرة تدريجيًا، خاصة في المنطقة الشرقية، مع ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي وتكامل الأدوار بين المدارس والأسر والجهات الرسمية.

وفي الشق القانوني، أشار المحامي حسين فتح الله إلى أن المادة الخامسة من لائحة الذوق العام تمنع الكتابة أو الرسم على الجدران والمرافق العامة ما لم يتم الحصول على ترخيص رسمي. وأضاف أن مخالفة ذلك تستوجب غرامة تصل إلى 5000 ريال وتُضاعف في حالة تكرارها، كما يحق للمتضررين التظلم أمام المحكمة الإدارية المختصة. وعبر عن أهمية تكثيف الجهود لمواجهة هذه الظاهرة التي تمس الذوق العام، موضحًا أن المملكة قد حققت تقدمًا كبيرًا في هذا المجال وأصبحت قدوة إقليمية في تحسين المشهد الحضاري، مستشهدًا بتقليص هذه الممارسات في بعض المدن مقارنة بالماضي.