شركة مقاولات تُحطّم حلم معصومة قبل اكتمال البناء – صحيفة صُبرة الإلكترونية

القطيف: أمل سعيد

قصة حلم تحويل البيت إلى واقع

لم يكن حلم بناء منزل العمر بالنسبة لهما مجرد رغبة، بل كان وعدًا لمنح الاستقرار، حيث تعلقت قلوبهم به منذ بداية زواجهما. عانت الزوجة من مشكلات صحية، وعاش الزوج في ظروف صعبة، لكنهما لم يفقدا الأمل. بعد سبع سنوات من الانتظار، أقدرت الأقدار على منحهما قطعة أرض تمنى أن تكون بداية جديدة في حياتهما.

حلم بناء منزل يتعثر

بعدما أبرما عقدًا مع شركة مقاولات مرموقة، سعت العائلة لتطبيق كل المعايير النظامية، لكنهم واجهوا إهمالًا في التنفيذ. كان من المتوقع أن تتحمل الأساسات ثلاثة أدوار، إلا أنها بدأت في التدهور عند أول سقف.

طرقت معصومة باب القضاء لنيل حقوقها، ورغم الحكم بتعويض مالي، إلا أن جهودها ذهبت سدى بسبب تلاعب الشركة والمماطلة من التأمين. وبدا أمامها وزوجها المنزل المتصدع، الذي استثمروا فيه مدخراتهم آملين تقديمه لأبنائهم كملجأ آمن.

كفاح وأمل

على مدى 28 عامًا قضتها في التعليم، شعرت معصومة بدفء عائلتها بعيدًا عن الوطن. ورغم إصابتها بالسرطان قبل 13 عامًا، كانت مشغولة بأطفالها الأربعة، مما كان يمنحها القوة. كان همها الأكبر هو توفر منزل آمن لهم وسط تحديات المرض.

بفضل الحظ، أتيح لها ولزوجها شراء قطعة أرض في سنابس بعد انتظار طويل. كانا سعيدين جدًا لحصولهما أخيرًا على المكان الذي سيصبح منزل أحلامهم، واستعدا ببناء منزل يدعمهما في مشوار الحياة.

تعاونت معصومة وزوجها في اختيار شركة مقاولات وبدء البناء، مع الالتزام بكل الشروط المطلوبة من مهندسين معتمدين للتأكد من سلامة العمل. لكن، أثناء العملية، واجهوا العديد من التحديات.

خداع الثقة

تعاقدا مع شركة مقاولات مشهورة كانت قد أظهرت أعمالها السابقة بمستوى عالٍ من الدقة، مما منحهما الثقة. ولكن الواقع كان مختلفًا تمامًا عن ما توقعتاه. التزما ببناء دور واحد، مع إمكانية تحمل الأساسات لأدوار إضافية في المستقبل.

بينما بدأ البناء، تعرض الزوج لأمراض قلبية، مما أثر على إمكانية متابعة العمل. وتلك كانت البداية لسلسلة من المشاكل مع المقاول نتيجة غياب الرقابة.

مشاكل في البناء

بدأت معصومة بملاحظة العديد من الأخطاء خلال متابعتها العمل. ومع الإلحاح في الإصلاح، كانت الاجابات دائمًا “لاحقًا”، بينما المشاكل تتزايد. كما تمادى الأمر إلى عدم اهتمام المشرف الهندسي الذي كان من المفترض أن يكون عوناً للمشروع، حيث كان يدعم المقاول بالأعذار بدلًا من التحقق من جودة العمل.

استمرت المعاناة حتى جاء وقت تسليم المنزل، حيث طالب المقاول بتسليم البيت دون إخطارهم بعيوب البناء، الأمر الذي الاحظاه الزوجان عند زيارة المبنى. وبهذا، برزت علامات استفهام كبيرة حول السلامة الهيكلية للمنزل ومطابقته للمواصفات. وطلب المهندس تغيير مكتب الهندسة للتأكد من الجوانب الفنية للحادثة.

دعوى قانونية وحلول

قررت معصومة وزوجها مقاضاة شركة المقاولات. المرتى كانت قوية، حيث حصلوا على قرار محكمة لصالحهم، لكن التعويض ماليًا لم يكن كافيًا أمام كمية الأضرار التي لحقت بمنزلهم. شمل الحكم المبلغ الذي لم يكن يوازي أحلامهم وأمالهم التي ذهبت سدى.

أصبحت حياتهم مرهونة بتصحيح الأضرار، بينما استمرت العوائق من التأمين والشركة ذاتها. كانت معاناة مستمرة في ظل غياب الدعم، مما جعلهم يشعرون باليأس والتعب.