من رماد الغابات.. انطلاق مبادرات جديدة في السعودية

حرائق الغابات وتأثيرها العالمي

تشكل حرائق الغابات ظاهرة متزايدة الظهور على مستوى عالمي، حيث تنجم عن مجموعة من الأسباب الطبيعية مثل البرق، وأخرى تتعلق بسلوك الإنسان، وتزداد خطورتها مع ارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي إلى احتراق الأشجار وانتشار النيران بسرعة. هذا الأمر له تأثيرات سلبية على النظام البيئي، بل ويشكل تهديدًا كبيرًا لسلامة الإنسان.

نيران الغابات ومخاطرها

تعتبر حرائق الغابات تحديًا كبيرًا للمجتمعات، حيث تترتب عليها تكاليف مرتفعة لإطفائها، وتحتم الحاجة إلى خبراء متخصصين لمواجهة النيران. في ظل موجة حر اجتاحت العديد من الدول، وصلت فيها درجات الحرارة إلى ما يفوق 50 درجة مئوية، حيث أعلنت عدة دول، مثل اليونان، عن حالة الطوارئ بعد اندلاع عدة حرائق متزامنة. ففي جزيرة كيثيرا، تسبب حريق في إلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات، مما دعا الحكومة اليونانية لطلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي، مع الإشارة إلى علاقة هذه الحرائق بتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 45 درجة مئوية.

في السعودية، أجرى المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر دراسة تهدف إلى تقييم المخاطر المرتبطة بحرائق الغابات في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية. وقد شملت الدراسة إعداد قاعدة بيانات رقمية واستراتيجيات وقائية، مما يعكس جهود المملكة في تعزيز حماية الغابات والتقليل من مخاطر الحرائق بما يتوافق مع الاهداف البيئية المستدامة.

تمثّل هذه الدراسة جزءًا من التزام المملكة بحماية مواردها الطبيعية، ومعالجة تحديات التغير المناخي، مع السعي لتحقيق التوازن بين التنمية وحماية النظم البيئية. حرائق الغابات ليست مجرد حوادث عابرة، بل يمكن أن تدمر ملايين الأفدنة من الأراضي وتجعل من المستحيل على الساكنين الحفاظ على رؤوس أموالهم وممتلكاتهم مع وجودها.

في سياق معالجة الاحتراق، يشير المهندس أحمد محمد آل مجثل، ممثل وزارة البيئة والمياه والزراعة، إلى أهمية عمليات إعادة تأهيل المواقع المتأثرة بالحرائق، وذلك من خلال استراتيجيات علمية تتمثل في التشجير المباشر ونثر البذور. تتضمن المنظومة أيضًا تدريب الفرق التطوعية على كيفية التعامل مع الحرائق وإدارة المخاطر بشكل فعال، بما يضمن تعزيز الاستعدادات المجتمعية.

كما تبين أهمية تفاعل المجتمع في تعزيز الوعي بالمخاطر وتفعيل جهود الوقاية، حيث يتعاون الأهالي مع الجهات الحكومية للتعامل مع الأزمات. يدعو الخبراء إلى تنظيم دورات تدريبية في مجالات الإطفاء والإنقاذ، بالإضافة إلى وجود تنسيق مع فرق الطوارئ لتحسين استجابة المجتمع تجاه حرائق الغابات.

تتمثل مسؤولية الجميع في الحد من الظواهر السلبية كحرائق الغابات من خلال ممارسات وأفعال فعلية، بدءًا من حماية الغابات الموجودة، وزراعة أشجار جديدة، والتخطيط الفعال لاستخدام الموارد الطبيعية. إن مثل هذه التوجهات تعكس حرص الدولة على تحقيق بيئة صحية مستدامة، وتجنّب التعرض للكوارث البيئية التي قد تضر بالمجتمع بأسره.