دراسة: تباين توزيع الوظائف مع تركيزها في العاصمة الرياض

الوظائف في الرياض وتأثيرها على سوق العمل

تحتل العاصمة السعودية الرياض المرتبة الأولى في سوق العمل المحلي، حيث يوجد بها أكثر من 6.1 مليون وظيفة، مما يشكّل 47% من إجمالي الوظائف في المملكة. وفقًا لتقرير الهيئة العامة للإحصاء للربع الأول من 2025، يعود هذا التركز الكبير للوظائف إلى المشاريع الضخمة والفعاليات الدولية التي تستضيفها الرياض، وهو ما يتماشى مع التخطيط التنموي في إطار رؤية السعودية التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل.

المشاريع الكبرى وتأثيرها على العاصمة

تترافق هذه الأهمية الاقتصادية مع عدد من التحديات الحضارية والاجتماعية، حيث يؤدّي تركز الوظائف في المدن الكبرى مثل الرياض إلى تصاعد الضغوط على البنية التحتية المحلية، وزيادة معدلات التكدس المروري والخدمي. يتزامن ذلك مع ارتفاع الزحف السكاني نحو الرياض نتيجة البحث عن فرص العمل، مما يؤثر على قطاع العقارات بسبب زيادة الطلب على الإيجارات والأراضي.

لمواجهة هذه التحديات، يبرز دور خبراء الاقتصاد الذين يرون ضرورة إعادة توزيع الوظائف جغرافياً وتعزيز الاستثمارات في مختلف المناطق لتخفيف الضغط عن المدن الكبرى. تشمل التدابير اللازمة تطوير البنية التحتية في المناطق السياحية والزراعية والصناعية، بالإضافة إلى دعم برامج التوطين في القطاع الخاص والاهتمام بالمشاريع المستقبلية في المناطق الجديدة.

مع نجاح الرياض في جذب هذا العدد الكبير من الوظائف، يبقى من المهم العمل على تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي والتوزيع العادل للموارد وفرص العمل في جميع أنحاء المملكة. هذه الأهداف تُعتبر من الأولويات الملحّة في المرحلة المقبلة، حيث يتطلب الأمر تعاوناً بين مختلف القطاعات لضمان استدامة النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة للمواطنين.