إنكار تجويع غزة: خسة تضاهي إنكار المحرقة

جدعون ليفي: إنكار تجويع غزة لا يقل خسة عن إنكار المحرقة

قارن الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي بين إنكار محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية على يد النازيين، وإنكار إسرائيل المتواصل تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة. اعتبر ليفي أن هذا الإنكار في كلتا الحالتين ينبع من جذر واحد، وهو التنصل من الجريمة واحتقار الضحية. أشار إلى أن منكري الهولوكوست قد ادّعوا إما أنها لم تحدث أصلاً، أو أنها حدثت لكن عدد الضحايا كان ضئيلا، أو أنه لم تكن هناك غرف غاز على الإطلاق.

وفي سياق حديثه عن الوضع الحالي، يرى ليفي أن محاولات نفي المجاعة في غزة ليست مجرد إنكار لحقيقة موثقة عالميًا، بل هي تطبيع خطاب دعائي قائم على الكذب والتشكيك، يكشف عن عمى أخلاقي لدى مؤسسات الدولة. فقد سلط الضوء على الطريقة التي تعتقد بها بعض مؤسسات الإعلام في إسرائيل، حيث تروج لافتراءات أن صور الأطفال الهزلية قد تم فبركتها، وأن موتهم ليس نتيجة “التجويع المتعمد”، بل “مشكلة يتحملها حماس”.

تكذيب الواقع في سياق إنكار الجوع

أشار ليفي إلى أن إسرائيل تصر على إنكار الجوع في غزة رغم بث المشاهد المؤلمة على شاشات التلفاز في جميع أنحاء العالم. تدعي الحكومة الإسرائيلية أن هناك 80 شاحنة تدخل يوميًا إلى القطاع، ويعتمدون حتى على فيديو يظهر أفرادًا من حماس وهم يأكلون الموز، رغم أن هذه الصور التُقطت قبل عدة أشهر. واعتبر ليفي أن ما يحدث من إنكار صار نمطًا سائدًا في المجتمع الإسرائيلي، حيث يُصنف الحديث عن تجويع غزة المتعمد كـ”مؤامرة معادية للسامية”.

إن هذا الإنكار، بحسب ليفي، يتراوح بين غض الطرف عن الحقائق والتمويه والإخفاء، حتى يصل إلى الكذب على الذات. وأضاف أنه قد ظل على يقين لسنوات بأنه حتى لو قُدِّمت جميع الأدلة الدامغة للإسرائيليين، فإنهم سيرفضونها. ورغم أن صور التجويع تملأ الإعلام العالمي، إلا أن الإنكار الإسرائيلي ما زال موجودًا، مما يُظهر عدم احترام صارخ للضحايا ولألمهم.

هذا النهج، حسب وجهة نظر ليفي، ليس مستجدًا، بل يمتد عبر عقود من الاحتلال ونظام الفصل العنصري، الذي تواصل إسرائيل إنكاره. إن أخطر ما في هذا النوع من الإنكار هو التعامل ببرود وانعدام التعاطف مع الضحايا على الأرض، مما يسهم في تفاقم مآسي إنسانية مستمرة.