عبدالعزيز أبوظهير: رحلة فنية هادئة تتألق في زحمة الأضواء

عبدالعزيز متعب أبوظهير: شاعر في عصر التكنولوجيا

عبدالعزيز متعب أبوظهير هو شاب سعودي يبرز بصوته الشعري من موقع غير تقليدي، حيث يمزج الكلمة بسياق معاصر لا يتعارض مع الشعر ولا يقيّده. لقد تخطى حدود الأنماط التقليدية إلى عالم رقمي مفتوح، حيث يتمتع بفهم عميق لأدواته ويعي تماماً ذوق جمهوره.

وجه جديد في الشعر السعودي

أصبح أبوظهير حديث الناس بعد فوزه بالمركز الأول في مسابقة نظمها نادي الإبل بمناسبة مشاركة نادي الهلال السعودي في كأس العالم للأندية. كانت الجائزة، التي بلغت قيمتها 100 ألف ريال، مُنحت لقصيدة تنطلق من قراءة دقيقة للحظة وتحديد محسوب للنبرة، نص يعبّر عن جمهور كرة القدم بدلاً من النخبوية ذات الذائقة المتشعبة. هذا الانتصار له دلالات جمالية تتجاوز الإبداع اللغوي، بل هو محصلة لاستخدام واعٍ لمكونات الشعر في إطار منصة تفاعلية، تعكس رغبات جمهورٍ واسع بلغة تشمل الشعر والانتماء معاً. تفاعل الناس مع النص لم يكن مرتبطاً بعدد الكلمات أو تكرار القوافي، بل بالشعور باللحظة وإدراك أن النص الناجح يجب أن يتواصل دون التعالي.

يمر أبوظهير بمرحلة تغيير تغني تجربته الشعرية، حيث لم يغلق نفسه في أبواب الشعر التقليدي ويترك نفسه يذوب في تيار الترفيه. بل اختار منطقة توازن، يكتب فيها ما يفهمه الناس ويماثل هويتهم الثقافية، من غير أن يساوم على جوهر المعنى أو صفاء العبارة.

باتجاهه هذا، يتحرك أبوظهير نحو مشهد أدبي يحتاج إلى أصوات متوازنة، تدرك ماذا تقول، ولمن، ومتى. يسعى إلى المتانة الفنية والشعرية بطريقة تلامس روح المجتمع وتُعبر عن تطلعاتهم، مما يجعله إضافة مهمة في عالم الشعر السعودي الحديث.