رياضة المدينة المنورة تعاني واقعًا مريرًا يعبّر عن حقيقة مؤلمة، فقد كانت يوماً رمزًا للتميز والنجاح، لكنها اليوم تعاني من تدهور ملحوظ لا يمكن غض الطرف عنه. إن عصر الازدهار الذي شهدته هذه الرياضة أصبح ذكرى، والسبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو تدخل مختصين ذوي خبرة لاستعادة مجدها السابق.
تدهور رياضة المدينة المنورة بين الماضي والحاضر
لقد كانت الرياضة في المدينة المنورة مصدر فخر وإرث تاريخي للمجتمع، حيث شهدنا على مدرجات ملعب الأمير محمد بن عبدالعزيز لحظات عزيزة وسعيدة، تصدح فيها أصوات الجماهير بأهازيج حماسية مثل «طلع البدر علينا». لكن مع مرور الوقت، تلاشت تلك الأجواء الحماسية وعمّ السكون الملاعب، وذلك بفضل سوء إدارة الأندية في السنوات الأخيرة التي أهدرت سنوات من الجهود الحثيثة لبناء قاعدة رياضية قوية. هذه الواقعة كانت صدمة لعشاق الرياضة، إذ لم يكن أحد يتوقع أن يتدهور الوضع بهذا الشكل السريع.
أزمات إدارات الأندية وتأثيرها السلبي على رياضة المدينة المنورة
فائز عايش الأحمدي، الذي كان له دور بارز في الارتقاء بفريق سلة أحد، حذر من أهمية المحافظة على تراث «سلة الحقيقة»، إذ تمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الرياضية والثقافية للمدينة. ومع ذلك، جاءت تحذيراته دون جدوى بسبب إدارات تفتقر للرؤية والخبرة، مما أدى بالنهاية إلى سقوط الأندية في هوة الفشل. هذا الواقع المؤلم انعكست تداعياته على أندية المدينة القوية التي كانت تُخرج نجومًا بارزين مثل العمدة، وحمزة إدريس، وغيرهم، بينما تراجعت هذه الأندية الآن إلى مستويات لا تليق بمكانتها.
مستقبل رياضة المدينة المنورة بين الانهيار والحاجة إلى الإنقاذ العاجل
ما يثير القلق بشكل أكبر هو تجاهل الجهات المعنية للواقع الراهن، حيث لم تُظهر أي ردود فعل سريعة لتصحيح المسار. يتساءل الكثيرون لماذا يُترك هذا الإرث الثمين لينهار ببطء أمام أعين الجميع. من المحزن أن بعض أندية المدينة، مثل سلة أحد وسلة الأنصار، لا تزال تعاني في دوري الأضواء، والكرة القدم تراجعت إلى الدرجات الأدنى. من الضروري أن يُطرح سؤال المسؤولية عن هذا السقوط، لكن تبدو الإجابات غير كافية. الواضح أن غياب الدعم وتركيز المسؤوليات في يد غير المؤهلين كان له دورٌ كبير في هذا التدهور الخطير.
- الحاجة إلى إدارات ذات خبرة وكفاءة
- دعم فني ومادي مستمر للأندية
- الحفاظ على الإرث الرياضي والتاريخي للمدينة
- تفعيل مشاركة المجتمع والجماهير عبر حملات توعية
- توفير بيئة تدريبية ورياضية محفزة للشباب والمواهب
تسرد رياضة المدينة المنورة قصة فخر وماضٍ مشرف، لكنها الآن تواجه مفترق طرق، حيث ترى أنوار الأمل خافتة في الأفق. وسط هذا الواقع، يبقى السؤال: هل سيكون هناك من يعدل المسار ويعيد الحياة لهذه الرياضة قبل أن تصبح مجرد ذكرى تُلامس القلوب دون إمكانية لتجديدها؟ إن تاريخ المدينة وأبطالها بحاجة إلى من ينقذهم من حالة الضياع والتهميش.
تعليقات