وأكد اللواء الدويري على ضرورة الربط بين تلك المشاهد والتصريحات التي أدلى بها قادة في جيش الاحتلال، الذين صرحوا بأن الحرب على غزة لم تعد فعالة، وأن حماس ما تزال قائمة وتنفذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية. وأشار إلى العجز الذي يعانيه جيش الاحتلال على صعيد القوة البشرية ومستوى الجاهزية القتالية، موضحًا أن العسكريين الإسرائيليين يرغبون في إيقاف الحرب بسبب عدم جدواها من وجهة نظرهم العسكرية، لكنهم يلتزمون بتنفيذ أوامر القيادة السياسية.
وفي إطار التحليل العسكري حول خسائر جيش الاحتلال، أشار العقيد الركن المتقاعد نضال أبو زيد إلى الأرقام الإسرائيلية التي تظهر أن حوالي 30% من جنود الاحتياط يرفضون الالتحاق بالعمليات العسكرية، معتبرًا أن جنود الاحتياط يمثلون الركيزة الأساسية للجيش الإسرائيلي. وفي السياق نفسه، اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، بأن بلاده تدفع ثمناً باهظاً نتيجة الحرب على قطاع غزة، لكنه أكد الالتزام بتحقيق أهداف الحرب ومنها إعادة المخطوفين وتدمير حماس.
الدويري أضاف في تحليله للعمليات العسكرية في غزة أن المشاهد التي بثتها كتائب القسام تُظهر نوعية المعارك الدائرة في جباليا، حيث أبرزت تنوعًا في استخدام الوسائل المتاحة. وأشار إلى أن ثلثي الفيديوهات تشير إلى استخدام الحشوات، في حين أن الثلث المتبقي يتضمن الأسلحة الموجهة، نظرًا لأن إعداد الحشوات يتطلب تقنيات أقل تطورًا. كما أوضح أن مقاتلي القسام استخدموا الحشوات بطرق متعددة تتراوح بين الطرق التقليدية الموجهة عن بعد إلى التقنيات الأكثر ابتكارًا، حيث تم استخدام أساليب مثل وضع الحشوات على جوانب الطرق أو الالتصاق بالآليات المستهدفة، بالإضافة إلى استخدام الحشوات الرعدية والصادمة.
الدويري: عمليات القسام في جباليا تظهر أن حماس لا تزال قائمة
في ختام المطاف، تبين أن الحرب على غزة قد انعكست على القدرة العسكرية ووجود حماس، بما يتماشى مع تصريحات المحللين العسكريين. ويظهر الوضع الحالي أن خيارات الحرب تتقلص، مما يفتح الأبواب لمناقشات حول السياسة العسكرية في المنطقة.
تعليقات