عضو في «كبار العلماء» يوضح لجريدة «عكاظ»: تجميد الخلايا المنوية جائز وفق شروط معينة

تجميد الحيوانات المنوية والبويضات: آفاق جديدة للإنجاب

شهدت مجالات الطب الحديث تطورات كبيرة خاصة في ما يتعلق بتجميد الحيوانات المنوية والبويضات، مما يوفر خيارات متعددة للأزواج الراغبين في الحفاظ على فرص الإنجاب في المستقبل. في هذا الإطار، يأتي تساؤل حول الشروط والضوابط المرتبطة بهذه الإجراءات، بالإضافة إلى وجهات النظر الطبية والشرعية. أكد الشيخ عبدالله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء، على أهمية وضع احتياطات صارمة؛ حيث أشار إلى أن تجميد الحيوانات المنوية لمدة قد تصل إلى عشرين عامًا يجب أن يقتصر استخدامه على الزوجة فقط. من الواضح أن الخلايا المنوية بعد تجميدها تُستخدم في تخصيب بويضات زوجته فقط، وبدون ذلك يُعتبر إجراء غير مقبول شرعياً.

حفظ البويضات: توفير فرص الإنجاب في ظل التحديات الصحية

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور ناصر زياد السعد، استشاري العقم وطب النساء، أن تجميد البويضات يُعتبر خيارًا ممتازًا للنساء، خصوصاً اللواتي يتلقين علاجات للسرطان والتي قد تؤثر على خصوبتهن. لقد أقرّت هيئة كبار العلماء هذا الإجراء، مما يعكس الزخم المتزايد حول الخيارات المتاحة لحفظ الخصوبة. العلم يشير إلى أن البويضات يمكن أن تُخزن لمدد تصل إلى عقدين من الزمن دون أي تأثير على جودتها، ولكن العدد الإجمالي للبويضات المجمّدة يلعب دورًا حاسمًا في نجاح العمليات فيما بعد، بحيث تزداد فرص الحمل السليم مع زيادة عدد البويضات المجمدة.

في تطور آخر، تحدث المحامي إبراهيم حكمي حول الإطار القانوني الذي ينظم هذه الإجراءات الحديثة، موضحًا أن “نظام وحدات الإخصاب والأجنة” يشكل الأساس القانوني الذي يضمن توازنًا بين التطور الطبي والمبادئ الشرعية الاجتماعية. يهدف النظام إلى حماية الأسرة والنسب، ومنع أي تدخلات غير قانونية في عملية الإخصاب، مما يسهم في خلق بيئة آمنة ومؤمنة. وفي حالة تجاوز هذه الضوابط، تتضمن العقوبات القانونية رادعة، ما يبرز اهتمام المملكة في تنظيم هذه الممارسات.

من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى تجارب فردية تم تبادلها، مثل تجربة نوف الغامدي التي شاركت نتائجها مع “عكاظ”، حيث أكدت أن محاولتها لتجميد بويضاتها لم تكن ناجحة، وهو ما يمنح الطبيعة البشرية والدوافع الاجتماعية حيزًا مهمًا في اتخاذ قرارات الإنجاب. القصص مثل هذه تعكس التحديات التي قد تواجهها النساء ولكنها تؤكد أيضًا على أهمية التفكير في الخيارات المتاحة، بما في ذلك التحفظ على الخصوبة لأسباب متنوعة مثل الدراسة والعمل أو حتى الظروف الصحية الصعبة.