«اكتشاف مثير: تهديدات خطيرة تحت أعماق البحر المتوسط وعلاقتها بأسماك القرش»

شكرا لاهتمامكم بخبر «شيء ما خطير» يحدث تحت أعماق البحر المتوسط.. ما علاقة أسماك القرش؟ (خاص) والان مع التفاصيل

تحذيرات من ظهور أسماك القرش في البحر المتوسط

في ظل الارتفاع غير المسبوق لدرجات حرارة مياه البحر المتوسط خلال فصل الصيف، تتزايد التحذيرات من احتمال اقتراب أسماك القرش من الشواطئ. حيث يعتبر خبراء البيئة البحرية أن هذا الارتفاع ليس مجرد ظاهرة موسمية، بل يمثل “علامة واضحة” على تأثيرات تغير المناخ على النظم البيئية البحرية في المنطقة، مما قد يؤثر على سلوك المفترسات كالقروش.

تغيرات في سلوك أسماك القرش

تشير بيانات الأقمار الصناعية إلى أن درجة حرارة سطح مياه البحر المتوسط قد تجاوزت 30 درجة مئوية في بعض المناطق خلال هذا الصيف، مما يعد من أعلى القراءات المسجلة. وفقًا لتقرير من مرصد المناخ الأوروبي (كوبرنيكوس)، يعتبر البحر المتوسط من أكثر البحار تأثرًا بالاحتباس الحراري، حيث يرتفع معدل حرارته بمعدل 0.4 درجة مئوية كل عقد، وهو ضعف المعدل العالمي.

يقول الدكتور خالد زكريا، الباحث في البيئة البحرية بجامعة قناة السويس، إنه مع الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، تجد أسماك القرش نفسها مضطرة لتغيير أنماط هجرتها ومناطق تواجدها بحثًا عن بيئات أكثر ملاءمة من حيث الحرارة والغذاء. وقد أظهرت التقارير زيادة في مشاهدات القروش على شواطئ بعض الدول المتوسطية، رغم عدم تسجيل كل هذه المشاهدات لحوادث هجوم.

ويشير زكريا إلى أن هذه التحركات في سلوك القروش تأتي بسبب تتبعها لأسراب الأسماك الصغيرة التي تنجذب بدورها إلى المياه الدافئة القريبة من الشواطئ، مما يزيد من احتمالية التقاء البشر بهذه الكائنات المفترسة. ويحذر من أن استمرار الاحترار البحري قد يتسبب في اختلالات حادة في السلسلة الغذائية البحرية، مما يؤثر على المفترسات مثل القروش والدلافين وكذلك الكائنات القاعية.

علاوة على ذلك، بدأ البحر المتوسط يشهد ظهور أنواع غريبة من الكائنات البحرية القادمة من البحر الأحمر أو المحيطات الأكثر سخونة، مما يزيد من تعقيد التوازن البيئي في المنطقة ويدفع القروش للاقتراب من أماكن جديدة لم يعتادوا عليها. تسعى السلطات الساحلية في عدد من دول المتوسط إلى تعزيز المراقبة البحرية، عبر دوريات بحرية وطائرات دون طيار، وإصدار تحذيرات عند اللزوم. كما يُوصى المصطافون والسكان بالتزام الحذر واتباع الإرشادات، خصوصًا في الأيام التي تشهد ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة.

الصورة المستقبلية للبحر المتوسط تُظهر تداخل العديد من العوامل البيئية التي تستدعي اليقظة والتأهب، خاصة فيما يتعلق بوجود الكائنات المفترسة كالقروش.