غاز قاتل يودي بحياة 5 جنود أتراك في كهف جبلي: تفاصيل الحادث المأساوي

مقتل جنود أتراك نتيجة تعرضهم لتسمم بغاز الميثان في العراق

أعلنت وزارة الدفاع التركية عن وفاة خمسة من جنودها وإصابة 14 آخرين بعد تعرضهم لتسمم نتيجة استنشاق غاز الميثان خلال عملية بحث في أحد الكهوف بمنطقة “المخلب – القفل” شمال العراق. وحدث ذلك أثناء بحث القوات التركية عن جثمان أحد الضباط الذين قُتلوا في هجوم لمسلحي حزب العمال الكردستاني في مايو 2022، حيث تعرض آنذاك 19 جندياً للغاز السام الذي يمكن أن يؤدي إلى الاختناق عند فترات تعرض عالية له.

مأساة كبيرة في عملية عسكرية

واشتملت تفاصيل الحادث، بحسب البيان الصادر عن وزارة الدفاع، على نقل الجنود المصابين إلى المستشفى مباشرة، إلا أن خمسة منهم توفوا بالرغم من المحاولات الطبية المتتابعة لإنقاذهم، بينما استمر علاج الجنود الآخرين الذين أصيبوا. كما أكدت الوزارة أن عمليات الإنقاذ لم تتوقف في المنطقة، ولكنها لم تفصح عن الموقع الدقيق للحادث، واكتفت بالإشارة إلى أنه وقع في إطار “عملية المخلب – القفل”، التي انطلقت في أبريل 2022 بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.

العملية كانت تتضمن تمشيط كهف جبلي يبلغ ارتفاعه 852 مترا، وهو مكان سبق أن استخدمه مسلحو حزب العمال الكردستاني كمستشفى ميداني قبل أن تقوم القوات التركية بتطهيره. ومن المعلوم أن غاز الميثان، الذي يتصف بعدم وجود لون أو رائحة، يهدد حياة الأفراد عند تراكمه بكميات كبيرة نظراً لتسببه في نقص الأكسجين.

عبّرت الرئاسة التركية عن تعازيها لشهداء القوات المسلحة ووصفتهم بـ”الأبطال الشهداء”. وقد أكدت التزام الحكومة بمواصلة العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في تلك المنطقة، مشيرة إلى أن الحادث نجم عن تراكم الغاز في الكهف، مما أدى إلى هذه الإصابات المروعة.

تجدر الإشارة إلى أن عملية “المخلب – القفل” قد أُطلقت في أبريل 2022 بهدف تدمير مواقع تنظيم حزب العمال الكردستاني في مناطق متعددة بالشمال العراقي. تسعى تركيا، من خلال هذه العمليات، إلى القضاء على ملاجئ ومستودعات الذخيرة الخاصة بالحزب، الذي تُصنفه كمنظمة إرهابية، وهو ما يعتبر محل تداعيات متواصلة مع الحكومة العراقية التي تشعر بالقلق تجاه انتهاك سيادتها.