انسحاب إثيوبيا من اتفاق 2019 مع أمريكا: دليل على نواياها السيئة

أزمة سد النهضة وتداعياتها على مصر

عدن – ياسمين عبد العظيم – علق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، على تصريحات وزير الري الدكتور هاني سويلم خلال لقائه بسفراء أفريقيا، معددًا الجهود الكبيرة التي بذلتها مصر خلال 14 عامًا مضت لحل أزمة سد النهضة من خلال التفاوض.

التحديات المتعلقة بمياه النيل

قال شراقي، خلال مداخلة في برنامج “خط أحمر” على قناة “الحدث اليوم”، إن مصر أظهرت حسن نية من خلال توقيعها بالأحرف الأولى على اتفاق قانوني ملزم في المفاوضات التي تمت برعاية الولايات المتحدة عام 2019، على الرغم من انسحاب الجانب الإثيوبي في اللحظات الأخيرة. هذا التصرف أظهر بوضوح نية إثيوبيا المراوغة في التعامل مع الأزمة.

أشار شراقي أيضًا إلى أن إثيوبيا انتهكت اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه في عام 2015، والذي يلزمها بالتنسيق مع دول المصب فيما يتعلق بإدارة وتخزين مياه السد. وكشف أن أديس أبابا أكملت تخزين حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه دون أي تعاون، مما يتجاوز حصة مصر السنوية من مياه النيل.

وأكد أن احتجاز هذه الكمية من المياه يتسبب في أضرار جسيمة لمصر، التي تعتمد بشكل أساسي على مياه النيل، كما يفقد سد النهضة أي شرعية قانونية نتيجة لهذا السلوك المنفرد.

كما أضاف شراقي أن مصر لجأت إلى مجلس الأمن الدولي في عامي 2020 و2021 لإيجاد حلول لهذه القضية، بيد أن الملف أُعيد إلى الاتحاد الأفريقي دون أن يتحقق أي تقدم يذكر بسبب تعنت إثيوبيا.

وأشار إلى أن مصر استثمرت أكثر من 500 مليار جنيه في مشروعات لمواجهة أزمة المياه، ومن بينها إنشاء محطات معالجة مياه عملاقة مثل “بحر البقر” و”المحسمة”، بالإضافة إلى تحديث أنظمة الري وتقليص زراعة المحاصيل ذات الاستهلاك الكبير للمياه.

وفي ختام حديثه، أكد شراقي أن هذه الإجراءات تعكس الالتزام الواضح لمصر بحماية أمنها المائي، على الرغم من التحديات التنموية الكبيرة التي تواجهها، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في فرض اتفاق ملزم يعزز حقوق دول المصب ويضمن استقرار المنطقة.