الأمم المتحدة تحذر من «الجفاف المدمر»: آثار موجات الجفاف الأخيرة كارثة عالمية بطيئة الحدوث
شهدت الأعوام الأخيرة، من الصومال إلى أوروبا، واحدة من أسوأ موجات الجفاف في التاريخ، حيث تفاقمت آثارها بسبب التغير المناخي. وفق تقرير موثق من الأمم المتحدة، يتم وصف الجفاف بأنه «الجفاف المدمر»، إذ يتسلل ببطء، يستنزف الموارد الطبيعية، ويدمر حياة الأفراد بطرق غير مرئية. هذا التقرير أوضح كيف أدى الجفاف إلى تفاقم قضايا مثل الفقر وانهيار النظم البيئية، كما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.
يسلط التقرير الضوء على التأثيرات الحادة في مناطق متنوعة، بدءًا من أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط إلى أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. يُقدّر أن حوالي 4.4 مليون شخص في الصومال يواجهون انعدام الأمن الغذائي على مستوى الأزمة في بداية هذا العام. ويحث التقرير الحكومات على اتخاذ التدابير اللازمة للاستعداد لـ «واقع جديد»، بما يتضمن تعزيز أنظمة الإنذار المبكر.
قال الدكتور مارك سفوبودا، أحد معدي التقرير والمدير المؤسس للمركز الوطني الأميركي للتخفيف من آثار الجفاف، إن هذه الظاهرة تُعتبر كارثة عالمية بطيئة الحركة، وهي الأسوأ من نوعها في التاريخ. وأضاف قائلاً: «هذا التقرير يؤكد على أهمية الرصد المستمر لكيفية تأثير الجفاف على المجتمعات وسبل عيش الأفراد ونظم الحياة التي نعتمد عليها».
الجفاف كأزمة اجتماعية واقتصادية
منذ يناير 2023، تأثرت منطقة القرن الأفريقي بأحد أسوأ موجات الجفاف التي شهدتها منذ 70 عامًا، نتيجة سنوات من انعدام الأمطار في كينيا وإثيوبيا والصومال. وقد أسفر هذا الوضع عن وفاة حوالي 43 ألف شخص في الصومال عام 2022 نتيجة الجوع المرتبط بالجفاف. كما تأثرت الحياة البرية بشكل كبير، حيث وجدت أفراس النهر نفسها عالقة في مجاري الأنهار الجافة في بوتسوانا، في حين تم التخلص من الأفيال في زيمبابوي وناميبيا لتغذية المجتمعات الجائعة.
أشار التقرير إلى أن تأثير الجفاف يكون أكثر وضوحًا على الأشخاص الأكثر ضعفًا، بما في ذلك النساء، مع انعكاسات بعيدة المدى على المجتمعات. وفي هذا السياق، قالت الدكتورة كيلي هيلم سميث، إحدى معدات التقرير، إن الجفاف لا يعتبر مجرد ظاهرة مناخية بل إن له عواقب اجتماعية واقتصادية وبيئية وخيمة. وأضافت: “السؤال لا يتعلق بما إذا كانت هذه الحالة ستحدث مرة أخرى، بل يتعلق بكيفية استعدادنا لمواجهتها في المستقبل.”
تعليقات