اجتماع سري بين محمد بن سلمان والعرادة في إطار جهود تعزيز التواصل مع الحوثيين

لقاء غير معلن بين محمد بن سلمان والعرادة وسط تحركات لإحياء التواصل مع الحوثيين

استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخراً اللواء سلطان العرادة، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، في لقاء غير معلن تم خلاله وجود العرادة في العاصمة الرياض منذ منتصف يونيو الماضي. يعتبر هذا الاجتماع الأول من نوعه بين ولي العهد وأحد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي منذ تشكيل المجلس في أبريل 2022 بعد تنحي الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي تم تفويض وزير الدفاع خالد بن سلمان والسفير السعودي محمد آل جابر للإشراف على المجلس.

اجتماع سري بين القادة

رفضت المصادر الكشف عن تفاصيل ما دار خلال اللقاء، الذي يتم في أوقات تتسم بالتوتر والخلافات داخل مجلس القيادة، حيث تبرز تباينات حادة حول أساليب إدارة الملفين السياسي والعسكري. يأتي هذا الاجتماع في ظل تحركات إقليمية ساعية لفتح قنوات تواصل جديدة مع جماعة الحوثي، مما يثير العديد من التساؤلات حول تطورات الوضع في المنطقة.

تتجه الأنظار نحو إمكانية استئناف التفاوض بين الرياض والحوثيين من خلال وساطة عُمانية، وذلك في تطور جديد يُعتبر الأول منذ إعادة تصنيف الولايات المتحدة للجماعة كمنظمة إرهابية، وإدراج عدد من أعضائها ضمن قوائم الإرهاب. وبينما تزداد الضغوط الأمريكية والبريطانية من أجل اتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه الحوثيين، تبقى السعودية ملتزمة بنهج التهدئة. وقد بدأت هذه التفاهمات بزيارة السفير السعودي إلى صنعاء في عام 2023، تلتها زيارات متبادلة لقيادات حوثية إلى الرياض.

في سياق متصل، تُشير المعلومات إلى أن مليشيا الحوثي قد طلبت من السعودية عبر الوسيط العماني العودة إلى مسار التفاوض واستكمال بنود الاتفاق السابقة، والتي تشتمل على وقف التصعيد والبدء في دفع تكاليف إعادة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها. يبدو أن سلطنة عمان أدت دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وقد ساهمت في تسويات سابقة، وخاصة التهدئة التي تم الإعلان عنها في بداية العام الجاري بين الحوثيين والولايات المتحدة والتي تشمل العمليات في البحر الأحمر.

تحمل هذه الأحداث دلالات مهمة على مستوى التحولات السياسية في المنطقة، حيث يمكن للتواصل بين السعودية والحوثيين أن يؤدي إلى عودة الاستقرار النسبي وقد يسهم في تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن.