حماس تعلن استعدادها لوقف إطلاق النار بشرط إنهاء الحرب مع إسرائيل وسط استمرار التحديات
استعدادات حماس لوقف إطلاق النار مع إسرائيل
أعربت حركة “حماس” اليوم (الأربعاء) عن استعدادها لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، بشرط أن يكون إنهاء الحرب في غزة جزءًا أساسيًا من أي تسوية. يأتي هذا الإعلان في أعقاب اقتراح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وهو الاقتراح الذي وافق عليه الجانب الإسرائيلي. هذا مسعى يهدف لتهدئة الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023، وتقوم حماس حاليًا بمناقشة الاقتراح في القاهرة مع وسطاء مصريين وقطريين، وسط تساؤلات حول إمكانية تحقيق هدنة فعالة.
مباحثات حساسة
أكد طاهر النونو، مسؤول حركة حماس، أن الحركة جاهزة للتوصل إلى اتفاق، بشرط أن يضمن إنهاء الحرب بشكل نهائي. يتزامن هذا الموقف مع مفاوضات معقدة تُعقد في القاهرة، حيث يُجري وفد من حماس محادثات مع الوسطاء المصريين والقطريين حول تفاصيل الاقتراح الأمريكي. يتضمن الاقتراح انسحابًا جزئيًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية، مع ضمانات من الوسطاء باستمرار الحوار لإنهاء الصراع. ومع ذلك، ترفض إسرائيل الالتزام صراحةً بإنهاء الحرب ضمن الاتفاق الحالي.
تستمر الخلافات بين حماس وإسرائيل حول شروط إنهاء الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 بعد الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل. وتؤكد حماس استعدادها لإطلاق سراح 50 رهينة من أصل أقل من نصفهم على قيد الحياة، وذلك مقابل انسحاب إسرائيلي كامل ووقف الحرب. في المقابل، تصر إسرائيل على استسلام حماس ونزع سلاحها ونفي قادتها، وهي شروط ترفضها الحركة، مما يعقد من إمكانية التوصل إلى هدنة دائمة.
ضغط دولي متزايد
يضغط ترامب على الطرفين لقبول الاقتراح، محذرًا حماس من أن الأوضاع “لن تتحسن، بل ستزداد سوءًا” إذا رفضت الاتفاق. ومع اقتراب موعد زيارة ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، تتصاعد الجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد. ومع أن تحذيرات ترامب المتكررة واجهت ت skepticism من حماس، إلا أنها قد لا تكون كافية لدفع الحركة للقبول بتنازلات كبيرة دون ضمانات ملموسة.
ألحقت الحرب دمارًا هائلًا في قطاع غزة، حيث نزح حوالي 90% من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحولت المناطق الحضرية إلى أنقاض. أدت الأزمة الإنسانية إلى دفع مئات الآلاف نحو المجاعة، نتيجة توقف خدمات حيوية مثل وحدة غسيل الكلى في مستشفى الشفاء بسبب نقص الوقود. وقد أسفر الصراع عن مقتل أكثر من 56 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.
ومع استمرار المحادثات في القاهرة، تبقى التحديات قائمة أمام تحقيق هدنة، ويتساءل المراقبون: هل يمكن للضغوط الدولية أن تدفع الطرفين لإيجاد حلول لتجاوز خلافاتهما الأساسية؟ أم أن الشروط المتباينة ستستمر في إطالة أمد الصراع ومعاناة سكان غزة؟
تعليقات