12:06 ص – الأربعاء 2 يوليو 2025

مدينة مصرية قديمة
كتب
شيماء حلمي
سلطت صحيفة ديلي ميل البريطانية، اليوم الثلاثاء، الضوء على اكتشاف علماء الآثار مدينة مصرية مفقودة منذ زمن طويل، يعود تاريخها إلى 2500 عام.
مدينة إيمت: اكتشافات جديدة
تقع مدينة إيمت على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب تانيس في دلتا النيل المصرية، وكانت ذات يوم مركزًا نابضًا بالنشاط الديني والاقتصادي في القرن الرابع قبل الميلاد.
إيمت القديمة: المدينة المنسية
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الحفريات كشفت عن بقايا مخازن الحبوب وأقلام الحيوانات ومبنى احتفالي كان يستخدم في عبادة الإلهة وادجيت ذات رأس الكوبرا. وعثر علماء الآثار أيضًا على “أبراج سكنية” ضخمة متعددة الطوابق، تم بناؤها لاستيعاب النمو السكاني السريع في المدينة. قال الدكتور نيكي نيلسن، عالم الآثار من جامعة مانشستر البريطانية، “توجد هذه الأبراج السكنية بشكل رئيسي في دلتا النيل بين العصرين المتأخر والروماني وهي نادرة في أماكن أخرى في مصر”.
وأضاف أن “وجودهم هناك يدل على أن إيمت كانت مدينة مزدهرة ومبنية بكثافة وبنية تحتية حضرية معقدة”.
ولفتت صحيفة ديلي ميل إلى أن اكتشاف المدينة تم بالتعاون مع جامعة مدينة السادات، حيث تمكن الباحثون من رصد الآثار لأول مرة من خلال تقنية الاستشعار عن بعد. ومن خلال دراسة صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، تمكن الدكتور نيلسن وزملاؤه من تحديد مجموعات الهياكل القديمة المبنية من الطوب اللبن التي تشكل المدينة المفقودة.
يعتقد علماء الآثار أن إيمت كانت مأهولة بالسكان منذ عام 1550 قبل الميلاد على الأقل، خلال الأسرة الثامنة عشرة في مصر، وكانت عاصمة منطقتها الإدارية. وبحسب هذه الحفريات الأخيرة، فإن مدينة إيمت كانت في ذروتها خلال أواخر العصر المصري حول القرن الرابع قبل الميلاد، وكانت هذه الفترة الأخيرة من الحكم المصري وأوج سلالة البطالمة قبل غزو الإسكندر الأكبر للمنطقة عام 332 قبل الميلاد.
من خلال اختيار مكان التنقيب باستخدام صور الأقمار الصناعية، تمكن علماء الآثار الآن من الكشف عن مدى تطور المدينة في ذروة توسعها. كشفت الحفريات عن بقايا معمارية كثيفة، بما في ذلك منطقة كبيرة مرصوفة لمعالجة الحبوب وحظائر الحيوانات، مما يشير إلى اقتصاد محلي نشط.
كانت إيمت أيضًا موطنًا لعدد من المباني البرجية الكبيرة، والتي تم بناؤها بجدران سميكة بشكل استثنائي لاستيعاب النمو الحضري السريع للسكان.
كما اكتشف الباحثون بقايا أنشطة دينية مخصصة للإلهة وادجيت، حيث كانت تُعبد في المقام الأول خلال الفترة المتأخرة.
كشفت الحفريات عن مبنى كبير بأرضية من الجص الجيري وأعمدة ضخمة، يعود تاريخه إلى ذروة الازدهار في إيميت، ويشير هذا إلى أن المدينة كانت مركزًا دينيًا وثقافيًا خلال تلك الفترة.
تعليقات