مها الشهراني لـ«عكاظ»: الاكتئاب يزيد من احتمالية الإصابة بالخرف في مراحل منتصف وأواخر العمر
الاكتئاب وزيادة خطر الإصابة بالخرف
كشفت دراسة علمية حديثة، تُعتبر رائدة على مستوى العالم، عن وجود ارتباط قوي بين الاكتئاب وزيادة خطر تطور الخرف، سواء في منتصف العمر أو في مراحل لاحقة. أُجريت هذه الدراسة من قِبل الباحثة السعودية مها الشهراني، المختصة في مركز التميز لأبحاث الخرف بجامعة كيرتن في أستراليا، بالتعاون مع باحثين من معهد الصحة النفسية بكلية الطب بجامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة وجامعة أديليد في أستراليا.
الاكتئاب وأثره على الصحة العقلية
أفادت الشهراني، وهي طالبة دراسات عليا مبتعثة من جامعة الملك خالد في أبها، أن النتائج أظهرت أن الاكتئاب، سواء بدأ في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر أو حتى في مراحل أخرى، يرتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالخرف. وأشارت إلى أن هذه النتائج تؤكد على أهمية الكشف المبكر عن الاكتئاب ومعالجته كجزء من الاستراتيجيات الوقائية للحفاظ على صحة الدماغ.
وأوضحت أن الخرف يعد من أبرز التحديات الصحية العالمية، حيث يعاني منه أكثر من 57 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، رغم عدم وجود علاج فعال حتى الآن. لذلك، تؤكد الدراسة على ضرورة التركيز على الوقاية من خلال معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل مثل الاكتئاب، وهو ما يجب أن يُعتبر أولوية في سياسات الصحة العامة.
استندت هذه الدراسة إلى مراجعة منهجية شاملة وتحليل تجميعي (Meta-analysis)، حيث تم تحليل أهم الدراسات السابقة التي تناولت العلاقة بين الاكتئاب والخرف. حظيت الدراسة باهتمام خاص لتوقيت الإصابة بالاكتئاب في منتصف العمر أو في مراحل لاحقة، مما ساعد في تحديد تأثير كل مرحلة زمنية على احتمالية تطور الخرف.
خلصت الشهراني إلى أن نتائج هذا البحث تفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة بين الصحة النفسية وصحة الدماغ، خاصة في المجتمعات العربية التي تشهد ارتفاعاً في معدلات الشيخوخة. وبالتالي، فإن معالجة الاكتئاب لا تساهم فقط في تحسين جودة الحياة النفسية، بل تعد أيضاً خطوة هامة للحد من الأمراض العصبية التنكسية مثل الخرف.
تعليقات