وأشار حمدان إلى أن نتنياهو قد رفض منذ نحو أربعة أسابيع ورقة تفاهم قدمها الوسطاء، والتي كانت تقضي بوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوماً يتبعه تفاوض نحو هدنة دائمة وفتح المعابر لإدخال المساعدات. كما أوضح أن واشنطن لم تقدم أي موقف واضح يعبر عن إدانة هذا الرفض، بل واصلت تبني مواقف حكومة الاحتلال. وأكد وجود جهود مستمرة من الوسيطين القطري والمصري، تقابلها مماطلة إسرائيلية، متوقعاً أن نتنياهو يحاول الحفاظ على تماسك حكومته المتطرفة.
وشدد حمدان على أن الحكومة الإسرائيلية تنتهج سياسة تسعى إلى ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يتجلى في عمليات التهجير وهدم المنازل في الضفة. وحذر من أن السكوت عن هذا الأمر يؤدي إلى تطهير عرقي واسع النطاق. وفيما يتعلق بزيارة نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن، أوضح حمدان أن الأمر ليس مجرد أمل بل يتعلق بإرادة حقيقية لوقف الإبادة الجماعية الممارسة ضد الفلسطينيين، حيث يقترب عدد الشهداء يومياً من مئة.
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية تواصل التصدي للعدوان، معتبرًا أن العمليات الأخيرة كانت بمثابة رسالة واضحة تفيد بأن الاعتداءات المستمرة ستواجه بردود فعّالة. وكشف حمدان أن حماس قدمت مقترحًا متكاملاً يهدف إلى إنهاء العدوان، ورفع الحصار بالكامل، وتدشين مسار سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، مشيراً إلى أن هذا المقترح قوبل بدعم من قطر ومصر، بينما لا يزال الاحتلال يشكل العقبة الرئيسية في غياب أي ضغط حقيقي من الإدارة الأميركية.
في سياق متصل، اعتبر حمدان أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول ضرورة العفو عن نتنياهو تعكس نوعاً من “الابتزاز السياسي الرخيص” الذي يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني، موضحاً أن نتنياهو يستخدم المعاناة الفلسطينية كوسيلة للتهرب من محاكمته بشأن قضايا فساد وجرائم حرب. وعبّر عن قلقه إزاء استمرار تدفق السلاح من الولايات المتحدة إلى الجيش الإسرائيلي، مما يظهر تواطؤاً واضحاً، ويشير إلى أن الإدارة الأميركية لا تعمل بجدية ولا يمكن اعتبارها وسيطاً نزيهاً.
وأكد حمدان أن حماس تواصل السعي لعقد وقف إطلاق نار حقيقي يضمن حماية أرواح الفلسطينيين ويساهم في تحقيق العدالة ومحاسبة مجرمي الحرب وضمان الحقوق الوطنية، وفي مقدمتها حق إقامة دولة مستقلة ذات سيادة. وأضاف أن الإدارة الأميركية تدرك جيداً أن نتنياهو أصبح “طريد العدالة” على الصعيدين الدولي والداخلي، وتعمل على إنقاذه من خلال توفير مخرج قانوني قد يؤثر لاحقاً على السياقات الدولية، غير أن تلك المحاولات لن تحقق النجاح.
وشدد على أن ذاكرة الشعب الفلسطيني عميقة ولن تنسى، وأن المجتمع الدولي بدأ يتحرك نحو محاسبة قادة الاحتلال، مشيراً إلى أن أي جهود للتغاضي عن الجرائم لن تؤدي إلى سلام دائم بل ستعزز من سياسات الإفلات من العقاب.
حماس تسعى لإبرام صفقة شاملة ونتنياهو يستغل الظروف السياسية
حركة حماس تسعى لتحقيق رؤية شاملة تتضمن وقف العدوان وفتح المعابر، بينما رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى للاستفادة من الصراعات السياسية لمصلحته.
حماس تتبنى رؤية لحل شامل وصراع مستمر مع الاحتلال
تواصل حركة حماس جهودها لإيجاد حلول سلمية شاملة محذرة من سياسات التهجير والاستغلال السياسي. يتطلب الأمر إرادة حقيقية من المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف الاعتداءات وتحقيق حقوق الفلسطينيين.
تعليقات