دراسة تكشف: دواء شائع يساهم في حماية السمع من تأثيرات التقدم في العمر

فقدان السمع المرتبط بالتقدم في العمر وعلاج محتمل

أعلن فريق من العلماء من الصين والولايات المتحدة عن اكتشافهم لآلية رئيسية تؤدي إلى فقدان السمع المرتبط بتقدم العمر، مؤكدين إمكانية استخدام دواء شائع لعلاج مرض السكري، وهو الميتفورمين، لتأخير تطور هذه الحالة الحرجة. في دراسة أجريت على قرود المكاك آكلة السلطعون، ونُشرت في مجلة ‘نيتشر إيجينغ’، اتضح أن نقصًا تدريجيًا في بروتين حيوي يُعرف بأنه ضروري لخلايا المستقبلات في الأذن يمكن أن يكون سمة بارزة لشيخوخة القوقعة لدى الرئيسيات.

الصمم الشيخوخي وكيفية التعاطي معه

اكتشف الباحثون أن استخدام الميتفورمين، الذي يوصف عادة لعلاج السكري من النوع الثاني، قد يساهم في إبطاء فقدان السمع المرتبط بالعمر لدى القرود، مما يفتح المجال لاستخدامه كعلاج محتمل في المستقبل. قاد هذه الدراسة البروفيسور وانغ سي من مستشفى شوانوو التابع لجامعة العاصمة الطبية في بكين، وقد تناولت الأبحاث تحليلًا دقيقًا للأنماط الخلوية والجزيئية لشيخوخة القوقعة على مستوى الخلية الواحدة.

يُعد فقدان السمع الناتج عن التقدم في العمر، والذي يعرف بـ ‘الصمم الشيخوخي’، من أكثر أشكال ضعف السمع شيوعًا، ويؤدي إلى صعوبات في فهم الكلمات ومشكلات في التواصل، فضلاً عن زيادة احتمالات تدهور الإدراك والإصابة بالخرف. ومع تزايد متوسط العمر المتوقع عالميًا، يُتوقع أن تزداد حالات هذا النوع من فقدان السمع، خاصةً بين الرجال.

أشار وانغ إلى أن الدراسات السابقة كانت تعتمد بشكل أساسي على نماذج القوارض التي يصعب تطبيق نتائجها على البشر نظرًا للاختلافات الفسيولوجية. لذلك، ركزت الدراسة الحالية على قرود المكاك التي تتشابه في هيكل قوقعتها مع البشر وتتعرض لفقدان السمع المرتبط بالشيخوخة. من خلال تحليل على مستوى الخلايا، تمكن الفريق من تحديد أن انخفاض تعبير جين SLC35F1، المرتبط ببروتين ناقل عبر الغشاء، يؤدي إلى شيخوخة وفقدان خلايا الشعر الحسية في الأذن، وهي المسؤولة عن تحويل الموجات الصوتية إلى إشارات كهربائية تُرسل إلى الدماغ.

أظهرت التجارب على الفئران أن تعطيل هذا الجين يؤدي إلى تدهور خلايا الشعر وانخفاض السمع، مما يجعل SLC35F1 مؤشرًا حيويًا محتملًا للتشخيص المبكر وفحص فقدان السمع. كما لوحظ أن قرود المكاك الأكبر سناً التي تم علاجها بالميتفورمين لأكثر من ثلاث سنوات أظهرت علامات تشير إلى تأخير شيخوخة القوقعة وزيادة في أعداد خلايا الشعر.

أشار وانغ إلى أن الميتفورمين، الذي يتمتع بسجل آمن في علاج السكري، قد يتم تسريع استخدامه في العلاج السريري لفقدان السمع، مع التأكيد على ضرورة إجراء مزيد من التجارب السريرية. يخطط الفريق لمزيد من الدراسات حول آليات عمل SLC35F1 وتطوير استراتيجيات علاجية تعتمد على العلاج الجيني أو التدخلات المستهدفة في إطار جهود الاتحاد لدراسة علامات الشيخوخة الحيوية في بكين.