أحداث مأساوية في الضفة الغربية: أهلها يتعرضون للذبح بهدوء

أعمال عنف المستوطنين في الضفة الغربية

خصت صحيفة هآرتس افتتاحيتها الرئيسية بالتعليق على حادثتين عنيفتين ارتكبهما مستوطنون يهود في الضفة الغربية الأسبوع الماضي، حيث أسفرت إحدى تلك الحوادث عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، في حين شهدت الأخرى اعتداءً على جنود إسرائيليين بعد يومين من حدوث الهجوم.

أحداث عنف في كفر مالك

هاجم المستوطنون قرية كفر مالك شمال شرق رام الله، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإحراق منازل وسيارات. وفي حادثة لاحقة، اعتدى مستوطنون على جنود إسرائيليين تم إرسالهم لإخلائهم من بؤرة استيطانية غير قانونية، مما تسبب في أضرار للمركبات العسكرية. ورغم أن هذه الحوادث كانت فظيعة، إلا أن إدانة السلطات الإسرائيلية انحصرت فقط في الحادثة التي تضرر فيها المستوطنون.

يبدو أن المستوطنين الذين اعتبروا بأنهم “أباطرة الفصل العنصري” كانوا حتمًا سيوجهون عنفهم إلى الجنود الإسرائيليين، حيث اعتادوا على تنفيذ مخططاتهم ضد الفلسطينيين دون قيود. ورأت الصحيفة أن سياسة الكيل بمكيالين من قبل الجيش الإسرائيلي أسهمت في نمو هذه البؤر الاستيطانية، دون تطبيق حقيقي للقانون حيال العنف الذي يتعرض له الفلسطينيون، ما عزز فكرة الحصانة لدى المستوطنين.

وبدأت الأمور تتغير، إذ وجد الجيش الإسرائيلي نفسه الآن يواجه مستوطنين باتوا أكثر عدوانية تجاه جنوده، حيث يجد الجنود أنفسهم مضطرين للتعامل مع المعتدين. عندما يتعلق الأمر بعنف المستوطنين ضد الجنود، يظهر المسؤولون مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لإدانة هذه الاعتداءات بشكل مفاجئ، دون تحديد واضح لمواقع الحوادث.

قبل سنوات، كانت الاعتداءات التي تتعرض لها القوات الإسرائيلية تستدعي ردود فعل من كافة الأطراف، ولكن الوضع اليوم في ظل الحكومة الحالية يبدو متغيرًا، حيث بدأت هذه الاعتداءات تفتقر إلى إدانات جماعية. كبار المسؤولين في الحكومة، بحسب الصحيفة، يرغبون في جعل الجنود يدركون أنه من الأفضل لهم عدم التعرض لممارسات “شباب التلال”، الذين ينتمون إلى جماعات متطرفة في المستوطنات.

تبعًا لهذا النهج، فإن أي قرار لإلقاء القبض على هؤلاء المستوطنين العنيفين سيتطلب تفكيرًا مضاعفًا من قبل الجنود. وهذا يضمن أن أوامر الإخلاء الصادرة لن تنفذ، وأن التعليمات العسكرية ستبقى حبرًا على ورق لا أكثر. الرسالة التي يرسلها السياسيون الإسرائيليون إلى المستوطنين هي: “نفذوا أي مذبحة بهدوء”، مما يبرز التحول في موقف الجيش من كونه جهة مانعة إلى جهته تتحمل المسؤولية عن المسارات الدموية.

ختامًا، تطرح الصحيفة تساؤلات حول كيفية اكتساب الجيش الإسرائيلي سمعة كجهة تسمح بارتكاب الجرائم بدلاً من منعها، وكيف انتهى المطاف بحادث اعتداء المستوطنين على قرية فلسطينية إلى مقتل ثلاثة أشخاص على يد الجنود.